روى الامام مسلم في صحيحه والامام أحمد في مسنده بسنديهما إلى عَبْدِ اللهِ بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ، وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ” قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: ” وَإِيَّايَ، وَلَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِحَقٍّ “قال ابن الأثير في[ جامع الأصول (8/ 545)] : (القرين) : المصاحب : وكل إنسان فإنَّ معه قَرِيناً من الملائكة ، وقريناً من الشياطين ، فقرينه من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه ، وقرينه من الشياطين يأمره بالشر ويحثه عليه ، وفقنا الله لاتباع قرين الخير ومخالفه قَرِين الشّر .
وفي سنن الدارمي أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ الْبَيْتَ لَيَتَّسِعُ عَلَى أَهْلِهِ وَتَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ وَتَهْجُرُهُ الشَّيَاطِينُ، وَيَكْثُرُ خَيْرُهُ أَنْ يُقْرَأَ فِيهِ الْقُرْآنُ، وَإِنَّ الْبَيْتَ لَيَضِيقُ عَلَى أَهْلِهِ وَتَهْجُرُهُ الْمَلَائِكَةُ، وَتَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينُ، وَيَقِلُّ خَيْرُهُ أَنْ لَا يُقْرَأَ فِيهِ الْقُرْآنُ» وسنده صحيح
ويقول الامام ابن القيم رحمه الله :“ولا يزال العبدُ يعاني الطاعة، ويألفها ويحبها ويؤثرها، حتى يرسل الله سبحانه وتعالى برحمته عليه الملائكة تؤزُّه إليها أزًّا، وتحرّضه عليها، وتزعجه من فراشه ومجلسه إليها،ولا يزال يألف المعاصي، ويحبها، ويؤثِرها حتى يرسل الله عليه الشياطين؛ فتؤزه إليها أزًا، فالأول قوّى جند الطاعة بالمدد، فصاروا من أكبر أعوانه، وهذا قوّى جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانًا عليه“.
Visits: 1434