قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : ” فإن قال قائل كيف نجمع بين هذه الآية الكريمة وهم يقولون – أي الكفار يوم القيامة – : (( والله ربنا ما كنا مشركين )) الأنعام ، وبين قوله تعالى : “ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ “، كَمِّلْ : ” وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا “[النساء:42] .صرح الله في هذه الآية أنهم لا يكتمون الله حديثا وهنا كتموا قالوا : ” والله ربنا ما كنا مشركين ” .
فالجواب: يجب أن نعلم ونؤمن ونتيقن أنه لا تناقض في القرآن أبدا التناقض في فهم الإنسان لقصوره أما في القرآن فلا تناقض فيه ولا يمكن أن يتناقض .
وقد ألف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة العظيمة مؤلفات ومنها تأليف الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله المفسر والأصولي المشهور : ” دفع إيهاب الاضطراب عن آيات الكتاب ” ، ولا يمكن ابدا التناقض .
فإن رأيت من تناقض فالخلل من عندك إما لقصور في الفهم أو تقصير في الطلب أو سوء نية تريد أن تبحث عن الأشياء التي ظاهرها التعارض لتطعن في القرآن أو قصور في العلم وإلا فلا تناقض
هنا نقول إن يوم القيامة خمسون ألف سنة وللناس فيه أحوال ففي حال ينكرون أنهم مشركون وفي حال يقرون إذا رأوا أن أهل التوحيد نجوا قالوا : (( والله ربنا ما كنا مشركين )) فإذا ختم على أفواههم وشهدت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون فحينئذ أقروا لأنهم لا يمكن أن ينكروا مع وجود الشهود من أنفسهم . ” اه
Visits: 406