لا بُدَّ من الوضوح المنهج ولا مُساوَمَة في أصول السُّنَّة أبدًا‎

Home / العقيدة والمنهج / لا بُدَّ من الوضوح المنهج ولا مُساوَمَة في أصول السُّنَّة أبدًا‎
لا بُدَّ من الوضوح المنهج ولا مُساوَمَة في أصول السُّنَّة أبدًا‎
إنَّ الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه من أسمائه الفرقان لأنه يفرق بين الحق والباطل وبين أهل الحق وأهل الباطل 
والنبي عليه الصلاة والسلام فَرَّقً الناس كما عند البخاري في صحيحه : ” قالت الملائكة محمد فرق بين الناس ” فالتفريق بين أهل اللإيمان واهل الكفر وأهل السنة وأهل البدع محمود لا مذموم 
وقد دندن على هذه المسألة كفار قريش ليصدوا الناس عنه وعن دعوته فكانوا يقولون : “ يُفرِّق بين الزوج وزوجته وبين الأخ وأخيه …….” 
 
ولذا فإن الصحابة رضي الله عنهم تبرؤوا ممن خالف العقيدة التي كانوا عليها وسلك مسلكا مغايرا للمنهج القويم الذي كانوا عليه وبينوا حال المخالف ولم يعذروه  
 
وكذا تبرأ ابن عمر رضي الله عنه من القدرية كما عند مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان 
 
وكذا تبرأ علي من الشيعة الذين غلوا فيه وتبرأ الصحابة أيضا من الخوارج – أرباب الثورات والشغب والفتن – وبينوا حالهم وحذروا منهم 
 
وهكذا أيضا حذر الامام مالك وكذا الشافعي من الجهمية والمعطلة الذين ردوا النصوص وحرَّفوها بعقولهم 
 
ثم لا يخفى على طالب علم موقف الإمام أحمد من المعتزلة في مسألة خلق القرآن بعد أن دانت الدولة آنذاك بعقيدة الاعتزال – بعلمائها وقضائها وخطبائها – بل يُدَرَّسُون الاعتزل الصبيان في الكتاتيب .
 وأحمد رحمه الله ثابتٌ صابرٌ على عقيدة السلف يصدع بالحق ويحذر من أهل الاهواء والبدع  مع قلة من أهل السنة  يومئذ وهم يسامون سوء العذاب حتى فرج الله عنهم محنتهم زمن الخليفة المتوكل ، وقد قيل لقد نصر الله عزَّ وجل الاسلام برجلين بأبي بكر يوم الردة وبأحمد يوم المحنة .  
 
ولقد علم القاصي والداني مكانة شيخ الاسلام ابن تيمية وعلو منزلته الذي تميَّز في زمانة بالانتصار لما  كان عليه السلف حين بيَّن بوضوح وجلاء العقيدة الصحيحة والمنهج القويم الذين يجب على الأمة أن تتمسك به وتدعو إليه . 
فردَّ على الأشاعرة وعلى المتصوفة وعلى القبورية وعلى أهل المنطق وعلى الرافضة وغيرهم فكشف شُبُهَاتهم  وفنَّد قواعدهم بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة والأثار الصحيحة المروية عن سلف هذه الامة المحمدية حتى ضاقت منه صدور هؤلاء  فألَّبوا عليه الحكام بعد أن رَمَوْه بأفظع الأمور وروَّجوا عليه الأكاذيب إلى أن سُجِن في سجن القلعة  في دمشق حتى مات فماذا كان بعد ذلك؟ ………..
رفع الله ذكره مع شدة غربته وبتر ذكر أولائك مع الوَجَاهة التي كانوا يتمتعون بها فلا يكاد يعرفهم اليوم أحد .  
 
فالشاهد مما سبق بيانه آنفا أنه ينبغي على الداعي أن يكون واضحا في دعوته في عقيدته وفي منهجه لا يخشى في الله لومة لائم ، وأن يبيِّن للناس وجوبا عقيدة السلف وأصول السنة التي كانوا عليها خاصة في هذا الوقت الذي اختلط فيه الحابل بالنابل فلم يعد الناس يميزون بين السني والرافضي أو الخارجي أو المعتزلي …. فضلا عن الكفار عموما  بسبب الدعوة إلى وحدة الأديان وأخوة الأديان ومساواة الأديان التي تنفق لأجلها الاموال الطائلة ليصدوا عن سبيل الله ، وتعقد لأجل ذلك المؤتمرات بل لم تسلم منها مدارس الصغار .

Visits: 42