لا وتران في ليلة

Home / الحديث / لا وتران في ليلة
لا وتران في ليلة
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا أوتر الإنسان من أول الليل احتياطا هذا حق طيب ، والنبي أوصى أبا الدرداء وأبا هريرة رضي الله عنهما بالإيتار أول الليل  قال بعض أهل العلم : إنما أوصاهما بذلك ؛ لأنهما يشتغلان بالعلم في أول الليل ، ويصعب عليهما القيام في آخر الليل ، فإذا أوتر الإنسان من أول الليل ، ثم يسر الله له القيام من آخر الليل فإنه يصلي ما تيسر من الركعات من دون وتر ، يكفي الوتر الأول ؛ لأن النبي عليه السلام قال :  لا وتران في ليلة  رواه  أبو داود والنسائي  
فيصلي ركعتين أو أربع ركعات ، أو ست ركعات فأكثر من دون وتر في آخر الليل ، ولا حرج في ذلك ، ولا بأس بذلك ، وإنما يؤمر بتأخير الوتر في آخر الليل إذا كان لا يوتر في أول الليل ، وإذا تيسر القيام في آخر الليل ، فهذا يوصى بأن يكون وتره في آخر الليل إذا تيسر له ذلك ؛ لأن آخر الليل أفضل ، فإذا يسر الله للعبد أن يوتر في آخر الليل فهذا أفضل ، أما إذا خاف وخشي ألا يقوم من آخر الليل فليأخذ بالحزم ، فيوتر في أول الليل ، وإذا رزقه الله القيام في آخر الليل .
 

ويجوز لمن صلى الوتر أن يصلي بعده ما شاء فإن الأمر بجعل آخر صلاة الليل وترا أمر استحباب لا إيجاب، ويدل على ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بعد الوتر جالسارواه مسلم

 قال النووي رحمه اللهقولها: كان يصلي ثلاث عشرة ركعة يصلي ثمان ركعات ثم يوتر، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع قام فركع، ثم يصلي ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح. هذا الحديث أخذ بظاهرهالأوزاعي وأحمد فيما حكاه القاضي عنهما فأباحا ركعتين بعد الوتر جالسا، وقال أحمد: لا أفعله ولا أمنع من فعله، قال وأنكره مالك.

قلت: الصواب أن هاتين الركعتين فعلهما صلى الله عليه وسلم بعد الوتر جالسا لبيان جواز الصلاة بعد الوتر، وبيان جواز النفل جالسا، ولم يواظب على ذلك بل فعله مرة أو مرتين أو مرات قليلة. انتهى.

فالتنفل بعد الوتر للمنفرد قد حصل فيه خلاف بين العلماء، لكن الصحيح في ذلك أنه يجوز له أن يتنفل من الليل ما شاء إلا أنه لا يوتر في آخر صلاته، لأنه قد أوتر، والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول:« لاَ وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ » .

وقال الإمام أبو عيسى الترمذي – رحمه الله تعالى -:”  قال بعض أهل العلم من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – وغيرهم: إذا أوتر من أول الليل ثم نام ثم قام من آخر الليل فإنه يصلي ما بدا له، ولا ينتقض وتره، ويدع وتره على ما كان؛ وهو قول سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وابن المبارك، والشافعي، وأهل الكوفة، واحمد، وهذا أصحُّ، لأنه قد روي من غير وجه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – صلى بعد الوتر“.

والحمد لله رب العالمين

Visits: 44