بسم الله الرحمن الرحيم
من الأخطاء الشائعة عند كثيرٍ من المصلين زيادة : ” وإليك السلام ” أو ” وعليك السلام ” بعد الإتيان بالذكر المسنون الثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام دبر الصلاة قوله : ((اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)).
وقد جاء النهي عن ذلك في حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: (لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام ، ولكن قولوا التحيات لله …) .
قال العلامة صالح الفوزان في إعانة المستفيد : “لَمّا كان معنى السلام الدعاء للمسلَّم عليه بالسّلامة من الآفات، والله جل وعلا منزّه عن أن ينالَه شيءٌ من النقص أو من الآفات أو من المكروهات، فليس بحاجة أن يدعى له سبحانه وتعالى لغِنَاهُ عن كلِّ شيء وحاجة كلِّ شيء إليه سبحانه وتعالى، بل هو المدعو، ولا يُدعى له سبحانه وتعالى، لأنّ الدعاء إنّما يكون للمخلوق المحتاج، أمّا الله جل وعلا فإنّه غنيٌّ لا يحتاج إلى شيء، فمن دعا لله فقد تنقّص الله عزّ وجلّ، وهذا يُخِلُّ بالتّوحيد “اه
قال الحافظ ابن حجر في الفتح نقلا عن البيضاوي : ” أنكر عليهم صلى الله عليه وسلم التسليم على الله تعالى وبين أن ذلك عكس ما يجب أن يقال، فإن كل سلام ورحمة له ومنه وهو مالكها ومعطيها، وأمرهم أن يصرفوا ذلك إلى الخلق لحاجتهم إلى السلامة وغناه سبحانه وتعالى عنها “.
ومن فوائد الحديث أيضا أن الله تعالى يُحَيَّى ولا يُسَلَّم عليه فإن قال قائل ما الفرق بينهما ؟!
الجواب :
التحية : تعظيم وثناء .
والسلام : دعاء .
ولذا جاز الأول ومُنِعَ الثاني في حق الله تبارك وتعالى
والحمد لله رب العالمين
Hits: 1495