بسم الله الرحمن الرحيم
.إنَّ بناء الأضرحة والمقامات على القبور لا يجوز شرعاً ، وإنما المطلوب أن يدفن جميع الموتى في المقابر ، وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يبنى على قبورهم صُروحًا أو قبابًا ، كما يُفعل في بعض الأماكن ، بحجة أن هؤلاء شهداء أو أولياء …… إلخ.
قال الإمام ابن القيم : ” ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تعلية القبور ولا بناؤها بآجر ، ولا بحجر ولبن ، ولا تشييدها ، ولا تطيينها ، ولا بناء القباب عليها ، فكل هذا بدعة مكروهة ، مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم.
وقد بعث رسول الله عليه الصلاة والسلام عليَّا بن أبي طالب رضي الله عنه إلى اليمن: ” ألا يدع تمثالاً إلا طمسه ، ولا قبراً مشرفاً إلا سواه ” رواه مسلم.
فسنته صلى الله عليه وسلم تسوية هذه القبور المشرفة كلها : ” ونهى أن يجصص القبر ، وأن يبنى عليه ، وأن يكتب عليه ” رواه مسلم .
وكانت قبور أصحابه لا مشرفة ولا لاطئة ، وهكذا كان قبره الكريم وقبر صاحبيه، فقبره صلى الله عليه وسلم مسنم مبطوح ببطحاء العرصة الحمراء لا مبني ولا مطين، وهكذا كان قبر صاحبيه .
وكان يعلم قبر من يريد تعريف قبره بصخرة ، ونهى عليه الصلاة والسلام عن اتخاذ القبور مساجد ، واشتد نهيه في ذلك حتى لعن فاعليه ) اهـ. زاد المعاد
ولا يشرع وضع الآس ونحوها من الرياحين والورود على القبور ، لأنه لم يكن من فعل السلف ، ولو كان خيراً لسبقونا إليه .
ولما فيه من إضاعة للمال بغير فائدة، فلو تصدق بثمنه للميت لكان أفضل، وأيضا فيه تشبه بالنصارى وقد نهينا عن ذلك.
وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما: ( كل بدعة ضلالة ، وإن رآها الناس حسنة ) رواه ابن بطة في الإبانة ( 2/112 ) واللالكائي في السنة ( 1/21 ) موقوفاً بإسناد صحيح .
كذلك لا تشرع قراءة الفاتحة ولا غيرها من السور لأن ليس لهذا أصل ، فالرسول عليه الصلاة والسلام قال : اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا فالقبور ليست محل صلاة ولا محل قراءة ، وقال : “ فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ” فالقرآن محله المساجد والبيوت ، وليس محله القبور ، فلا يقرأ في المقبرة لا الفاتحة ولا غيرها .
وإنما السنة لمن زار القبور أن يسلم عليهم السلام المشروع ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : “ السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية ” ولم يعلمهم أن يقرؤوا الفاتحة أو غيرها من القرآن كما يفعل الناس اليوم.
والناس ! كما قال رابع الخلفاء الراشدين المهدين علي بن ابي طالب رضي الله عنه : ” النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ“
واعلموا أن احياء الذكرى السنوية للحوادث أو للاموات ، والاجتماع من أجل ذلك ورفع الشعارات والهتافات والخطابات والمسيرات من الامور المستجلبة من الكفارالذين نهينا عن التشبه بهم وحذَّرنا نبيُّنا عليه الصلاة والسلام من اتباع سَنَنِهم لما فيه من ضياع الدين وذهاب عزِّ المسلمين .
وتشتد حرمة المشاركة في هذه المناسبات لما فيها من الاختلاط وتبرّج النساء والموسيقى وغيرها من المعاصي التي تغضب الرب سبحانه وتعالى.
فعجيبي لا ينتهي من أقوام يريدون الانتصار على أعدائهم وهم في غمرة البدع والمعاصي يعمهون وفي مستنقعات الجهل بالشرع غارقون ، فلا يجتمعون الا على ما يغضب الله تعالى الذي قال :”ان تنصروا الله ينصركم” ، فأنى ينصرون!!
اللهم ثبتنا على الصدق والسنة في زمان كَثُرَ فيه الكاذبون والناعقون الذين أعمتهم الحزبيّة وخدعتهم الاذاعات والشاشات المرئيّة ، باعوا الدين لتَسْلَمَ لهم الرئاسة والمقاعد النيابيَة ، أيظن هؤلاء أنهم مصلحون أو صُنْعًا يُحْسِنُون ؟!
كلا، بل هم المفسدون ولكن لا يشعرون . والله المستعان على ما يفعلون .
والحمد لله رب العالمين
Visits: 253