لماذا قُدِّمَ الأخ في الفِرار والإبن في الفِدَاء من هول يوم القيامة

Home / التفسير / لماذا قُدِّمَ الأخ في الفِرار والإبن في الفِدَاء من هول يوم القيامة
لماذا قُدِّمَ الأخ في الفِرار والإبن في الفِدَاء من هول يوم القيامة
قال الله تعالى : ” يوم يفر المرء من أخيه وأمِّه وأبيه وصاحبته وبنيه ” عبس
 
وفي آية المعارج قال تعالى : ” يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ”
قال ابن جرير الطبري رحمه الله : بدأ جلّ ثناؤه بِذِكر البنين ، ثم الصاحبة ، ثم الأخ ، إعلاما منه عباده أن الكافر من عظيم ما ينزل به يومئذ من البلاء يفتدي نفسه لو وَجَد إلى ذلك سبيلاً بأحبّ الناس إليه كان في الدنيا ، وأقربهم إليه نسبا . اهـ .

قيل – والله أعلم – سبب هذا الترتيب في آية المعارج قدّم ذِكر البنين ، مع أنه موضع مُفاداة ؛ لأن الإنسان في الدنيا مُستعدّ لبذل الغالي والنفيس بل والتضحية بنفسه دون أبنائه ، ومع ذلك فإنه يوم القيامة يودّ ويتمنّى لو افتدى نفسه بهم عكس ما كان في الدنيا .
وفي آية عبس قَـدّم الأخ في موضع الفرار منه لأن الإنسان في الدنيا إذا نزل به ما يكره أو نـزلت به ضائقة وما أشبهها فزع إلى أخيه أو إلى إخوانه ، ومع ذلك في ذلك اليوم العصيب يفرّ المرء من أخيه لا إليه .
 
والله أعلم  والحمد لله رب العالمين .

Visits: 2695