قال الإمام السجزي في رسالته إلى أهل زبيد (ص:177-181):
“ والمعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضرراً على عوام أهل السنة من هؤلاء – الأشاعرة – ،
لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تستقف (أي تأتي من الخلف) ولم تُمَوِّه…
فعرف أكثر المسلمين مذهبهم وتجنبوهم وعدوهم أعداء،
والكلابية والأشعرية قد أظهروا الرد على المعتزلة، والذب عن السنة وأهلها، ( ثم ذكر بعض عقائد الأشعري )،
ثم قال رحمه الله : ( وكذلك كثير من مذهبه، يقول في الظاهر بقول أهل السنة مجملاً،
ثم عند التفسير والتفصيل يرجع إلى قول المعتزلة،
فالجاهل يقبله بما يظهره، والعالم يجهره لما منه يخبره،
والضرر بهم – أي الأشاعرة – أكثر منه بالمعتزلة
لإظهار أولئك – أي المعتزلة – ومجانبتهم أهل السنة،
وإخفاء هؤلاء – أي الأشاعرة – ومخالطتهم أهل الحق” اه
ويقول الامام ابن القيم رحمه الله : “ فهم أعظم ضررًا – أي المبتدعة – على الإسلام وأهله من أولئك لأنهم انتسبوا إليه وأخذوا في هدم قواعده وقلع أساسه ، وهم يتوهمون ويوهمون أنهم ينصرونه ” اه. الصواعق المرسلة
قال أبو الفضل الهمداني : ” مبتدعة الإسلام، والوضاعون للأحاديث أشد من الملحدين؛
لأن الملحدين قصدوا إفساد الدين من الخارج، وهؤلاء قصدوا إفساده من الداخل؛
فهم كأهل بلد سعوا في إفساد أحواله، والملحدون كالمحاصرين من الخارج،
فالدخلاء يفتحون الحصن؛ فهم شر على الإسلام من غير الملابسين له “اه
ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : “ ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء – أي أهل البدع – لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء.” مجموع الفتاوى
والحمد لله رب العالمين .
Visits: 111