بسم الله الرحمن الرحيم
قال الامام شيخ الاسلام ابن تيمة رحمه الله في رده على الذين يتوسلون بالنبي عليه الصلاة والسلام في الدعاء :
” وليس مجرد كون الدعاء حصل به المقصود ما يدل على أنه سائغ فى الشريعة، فإن كثيرا من الناس يدعون من دون الله من الكواكب والمخلوقين ويحصل ما يحصل من غرضهم، وبعض الناس يقصدون الدعاء عند الأوثان والكنائس وغير ذلك، ويدعو التماثيل التى فى الكنائس، ويحصل ما يحصل من غرضه، وبعض الناس يدعو بأدعية محرمة باتفاق المسلمين ويحصل ما يحصل من غرضهم.
فحصول الغرض ببعض الأمور لا يستلزم إباحته، وإن كان الغرض مباحًا، فإن ذلك الفعل قد يكون فيه مفسدة راجحة على مصلحته، والشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وإلا فجميع المحرمات من الشرك والخمر والميسر والفواحش والظلم قد يحصل لصاحبه به منافع ومقاصد، لكن لما كانت مفاسدها راجحة على مصالحها، نهى الله ورسوله عنها، كما أن كثيراً من الأمور كالعبادات والجهاد وإنفاق الأموال قد تكون مضرة، لكن لما كانت مصلحته راجحة على مفسدته أمر به الشارع .
فهذا أصل يجب اعتباره، ولا يجوز أن يكون الشىء واجبا أو مستحبا إلا بدليل شرعى يقتضى إيجابه أو استحبابه. والعبادات لا تكون إلا واجبة أو مستحبة، فما ليس بواجب ولا مستحب فليس بعبادة. والدعاء لله تعالى عبادة إن كان المطلوب به أمرا مباحا.” اه
فهذا أصل يجب اعتباره، ولا يجوز أن يكون الشىء واجبا أو مستحبا إلا بدليل شرعى يقتضى إيجابه أو استحبابه. والعبادات لا تكون إلا واجبة أو مستحبة، فما ليس بواجب ولا مستحب فليس بعبادة. والدعاء لله تعالى عبادة إن كان المطلوب به أمرا مباحا.” اه
أقول : كذلك الامر أيضا بالنسبة للذين يستسقون بضرب الطبول ورفع الاعلام والدروشة والسير في الطرقات والتبرك بأصحاب القبور ….الى غير ذلك من الامور البدعة أو الشركية فان هذه الطريقة في الاستسقاء محرمة ومردودة وان نزل المطر وحصل المقصود، لان المفاسد التي حصلت للقلوب باستحسان الشرك والبدع والتعلق بالاموات أعظم من مصلحة نزول المطر فإن صلاح القلوب أعظم من صلاح الابدان قال تعالى : “الا من أتى الله بقلب سليم ” .
ولان الحفاظ على الدين الحق مقدم على حفظ النفس ، فمن تدبر هذا ووعاه جيدا استطاع باذن الله ازالت كثير من الشبهات العالقة أو الواردة في جوانب متعدده .
ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر الذهاب الى دجّال يستعين بالجن من اجل التداوي والعلاج فتجد أن كثيرا من الناس يستدلون بحصول الشفاء لبعض الناس على جواز الذهاب اليه ولا يعلمون أن ما يحصل لهم بالدخول عليه والمكوث عنده من فساد القلب وتغيره أعظم بكثير مما يرجون اصلاحه من ابدانهم ، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين .
والحمد لله رب العالمين .
Visits: 86