قال شیخ الإسلام ابن تیمیة في اقتضاء الصراط المستقیم ص442 :
” ومن شأن الجسد إذا كان جائعا فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر، حتى لا یأكله إن أكل منه إلا بكراھة، وتجشم، وربما ضره أكله، أو لم ینتفع به، ولم یكن ھو المغذي له الذي یقیم بدنه، فالعبد إذا أخذ من غیر الأعمال المشروعة بعض حاجته، قلّت رغبته في المشروع وانتفاعه به، بقدر ما اعتاض من غیره، بخلاف من صرف نھمته وھمته إلى المشروع، فإنه تعظم محبته له ومنفعته به، ویتم دینه ، ویكمل إسلامه.
ولذا تجد من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه ؛ تنقص رغبته في سماع القرآن، حتى ربما كرھه،
ومن أكثر من السفر إلى زیارات المشاھد ونحوھا ؛ لا یبقى لحج البیت الحرام في قلبه من المحبة والتعظیم ما یكون في قلب من وسعته السنة،
ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم، لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع،
ومن أدمن قصص الملوك وسیرھم ؛ لا یبقى لقصص الأنبیاء وسیرھم في قلبه ذاك الاھتمام، ونظیر ھذا كثیر.” اه
Visits: 51