ما من دليلٍ صحيحٍ يَحْتَجُّ بِهِ مُبْطِلٌ إلا وفي نَفْسِ الدليل رَدُّ عَلَيْه

Home / العقيدة والمنهج / ما من دليلٍ صحيحٍ يَحْتَجُّ بِهِ مُبْطِلٌ إلا وفي نَفْسِ الدليل رَدُّ عَلَيْه
ما من دليلٍ صحيحٍ يَحْتَجُّ بِهِ مُبْطِلٌ إلا وفي نَفْسِ الدليل رَدُّ عَلَيْه

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” قاعدة شريفة : – وهي أن جميع ما يحتج به المبطل من الأدلة الشرعية والعقلية إنما تدل على الحق ؛ لا تدل على قول المبطل – .

وهذا ظاهر يعرفه كل أحد ؛ فإن الدليل الصحيح لا يدل إلا على حق لا على باطل . يبقى الكلام في أعيان الأدلة وبيان انتفاء دلالتها على الباطل ودلالتها على الحق : هو تفصيل هذا الإجمال .

والمقصود هنا شيء آخر وهو : أن نفس الدليل الذي يحتج به المبطل هو بعينه إذا أعطى حقه وتميز ما فيه من حق وباطل وبين ما يدل عليه تبين أنه يدل على فساد قول المبطل المحتج به في نفس ما احتج به عليه ، وهذا عجيب قد تأملته فيما شاء الله من الأدلة السمعية فوجدته كذلك .

 فأما ” الأدلة السمعية ” فقد ذكرت من هذا أمورا متعددة مما يحتج به الجهمية والرافضة وغيرهم مثل احتجاج الجهمية نفاة الصفات بقوله : { قل هو الله أحد } { الله الصمد } وقد ثبت في غير موضع أنها تدل على نقيض مطلوبهم وتدل على الإثبات . وهذا مبسوط في غير موضع في الرد على الجهمية يتضمن الكلام على تأسيس أصولهم التي جمعها أبو عبد الله الرازي في مصنفه الذي سماه ” تأسيس التقديس ” ؛ فإنه جمع فيه عامة حججهم ولم أر لهم مثله .

 وكذلك احتجاجهم على نفي الرؤية بقوله : { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } فإنها تدل على إثبات الرؤية ونفي الإحاطة .

 وكذلك الاحتجاج بقوله : { ليس كمثله شيء } ونحو ذلك .

وكذلك احتجاج الشيعة بقوله : { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا } وبقوله : “ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ ” ونحو ذلك هي دليل على نقيض مذهبهم كما بسط هذا في كتاب ” منهاج أهل السنة النبوية ” في الرد على الرافضة .ونظائر هذا متعددة . “اه (مجموع الفتاوى)

قال شيخ الاسلام في منهاج السنة  : ” ثُمَّ مِنْ جَهْلِ الرَّافِضَةِ أَنَّهُمْ يَتَنَاقَضُونَ ، فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُخَاطِبْ عَلِيًّا بِهَذَا الْخِطَابِ إِلَّا ذَلِكَ الْيَوْمَ فِي غَزْوَةِتَبُوكَ ، فَلَوْ كَانَ عَلِيٌّ قَدْ عَرَفَ أَنَّهُ الْمُسْتَخْلَفُ مِنْ بَعْدِهِ – كَمَا رَوَوْا ذَلِكَ فِيمَا تَقَدَّمَ – لَكَانَ عَلِيٌّ مُطْمَئِنَّ الْقَلْبِ أَنَّهُ مِثْلُ هَارُونَ بَعْدَهُ وَفِي حَيَاتِهِ ، وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِ يَبْكِي  ، وَلَمْ يَقُلْ لَهُ : “ أَتُخَلِّفُنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ؟  ”                                                                                                                          وَلَوْ كَانَ عَلِيٌّ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مُطْلَقًا لَمْ يَسْتَخْلِفْ عَلَيْهِ أَحَدًا ، وَقَدْ كَانَ  يَسْتَخْلِفُ عَلَى الْمَدِينَةِ غَيْرَهُ وَهُوَ فِيهَا ، كَمَا اسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِعَامَ خَيْبَرَ غَيْرَ عَلِيٍّ .

وَبِالْجُمْلَةِ فَالِاسْتِخْلَافَاتُ عَلَى الْمَدِينَةِ لَيْسَتْ مِنْ خَصَائِصِهِ ، وَلَا تَدُلُّ عَلَى الْأَفْضَلِيَّةِ ، وَلَا عَلَى الْإِمَامَةِ ، بَلْ قَدِ اسْتَخْلَفَ عَدَدًا غَيْرَهُ لَكِنَّ هَؤُلَاءِ جُهَّالٌ يَجْعَلُونَ الْفَضَائِلَ الْعَامَّةَ الْمُشْتَرَكَةَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ خَاصَّةً بِعَلِيٍّ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ أَكْمَلَ مِنْهُ فِيهَا كَمَا فَعَلُوا فِي النُّصُوصِ وَالْوَقَائِعِ .  
وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنَ الْعُقَلَاءِ : إِنَّ مَنِ اسْتَخْلَفَ شَخَّصَا عَلَى بَعْضِ الْأُمُورِ ، وَانْقَضَى ذَلِكَ الِاسْتِخْلَافُ : إِنَّهُ يَكُونُ خَلِيفَةً بَعْدَ مَوْتِهِ عَلَى  شَيْءٍ ، وَلَكِنَّ الرَّافِضَةَ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ بِالْمَعْقُولِ ، وَالْمَنْقُولِ ” اه

Visits: 120