يقول الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه : “بدائع الفوائد ” الجزء 2 ص 261 :
” كل شر في العالم فهو السبب فيه (أي الشيطان ) ، ولكن ينحصر شره في ستة أنواع لا يزال بابن آدم حتى ينال منه واحدا منها أو أكثر :
الشر الأول: شر الكفر والشرك ومعاداة الله ورسوله فإذا ظفر بذلك من ابن آدم برد أنينه واستراح من تعبه معه
المرتبة الثانية من الشر : وهي البدعة وهي أحب إليه من الفسوق والمعاصي لأن ضررها في نفس الدين وهو ضرر متعد وهي ذنب لا يتاب منه وهي مخالفة لدعوة الرسل ودعا إلى خلاف ما جاءوا به وهي باب الكفر والشرك فإذا نال منه البدعة وجعله من أهلها بقي أيضا نائبه وداعيا من دعائه .
المرتبة الثالثة من الشر : وهي الكبائر على اختلاف أنواعها .فإن عجز الشيطان عن هذه المرتبة نقله الى
المرتبة الرابعة : وهي الصغائر التي إذا اجتمعت فربما أهلكت صاحبها ، ولا يزال يسهل عليه أمر الصغائر حتى يستهين بها فيكون صاحب الكبيرة الخائف منها أحسن حالا منه
المرتبة الخامسة : وهي إشغاله بالمباحات التي لا ثواب فيها ولا عقاب بل عاقبتها فوت الثواب الذي ضاع عليه باشتغاله بها ، فإن أعجزه العبد من هذه المرتبة وكان حافظا لوقته شحيحا به يعلم مقدار أنفاسه وانقطاعها وما يقابلها من النعيم والعذاب نقله إلى
المرتبة السادسة: وهو أن يشغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه ليزيح عنه الفضيلة ويفوته ثواب العمل الفاضل فيأمره بفعل الخير المفضول ويحضه عليه ويحسنه له إذا تضمن ترك ما هو أفضل وأعلى منه،
وقلَّ من يتنبه لهذا من الناس فإنه إذا رأى فيه داعيا قويا ومحركا إلى نوع من الطاعة لا يشك أنه طاعة وقربة فإنه لا يكاد يقول إن هذا الداعي من الشيطان فإن الشيطان لا يأمر بخير، ويرى أن هذا خير فيقول هذا الداعي من الله وهو معذور، ولم يصل علمه إلى أن الشيطان يأمر بسبعين بابا من أبواب الخير، إما ليتوصل بها إلى باب واحد من الشر، وإما ليفوت بها خيرا أعظم من تلك السبعين بابا وأجل وأفضل،
وهذا لا يتوصل إلى معرفته إلا بنور من الله يقذفه في قلب العبد يكون سببه تجريد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وشدة عنايته بمراتب الأعمال عند الله وأحبها إليه وأرضاها له وأنفعها للعبد وأعمها نصيحة لله تعالى ولرسوله ولكتابه ولعباده المؤمنين خاصتهم وعامتهم
ولا يعرف هذا إلا مَنْ كان مِنْ ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم ونوابه في الأمة وخلفائه في الأرض وأكثر الخلق محجوبون عن ذلك فلا يخطر بقلوبهم والله تعالى يمن بفضله على من يشاء من عباده .” انتهى كلامه رحمه الله
ويقول العلامة عبد السلام بن برجس رحمه الله :
” فـيا من آنس من نفسه علامة النبوغ والذكاء لا تبغ عن العلم بدلا ً، ولا تشتغل بسواه أبداً ، فإن أبيت فأجبر الله عزاءك في نفسك، وأعظم أجر المسلمين فـيك، مــا أشد خسارتك، وأعظم مصيبتك ” اه
والحمد لله رب العالمين .
Visits: 1751