مسألة تغيير اسم الآدمي إلى اسم آخر – على التحقيق – تدخل فيها الأحكام التكليفية الخمسة

Home / الفقه / مسألة تغيير اسم الآدمي إلى اسم آخر – على التحقيق – تدخل فيها الأحكام التكليفية الخمسة
مسألة تغيير اسم الآدمي إلى اسم آخر – على التحقيق – تدخل فيها الأحكام التكليفية الخمسة
بسم الله الرحمن الرحيم 
إنًَ مسألة تغيير اسم الآدمي إلى اسم آخر – على التحقيق – تدخل فيها الأحكام التكليفية الخمسة : 

– فتارة يكون تغييره واجبا : كالاسماء المعبدة لغير الله -وأصحابها أحياء – كعبد النبي وعبد الحسين ونحو ذلك .
فعن هانيء بن يزيد رضي الله عنه: أنه لما وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه، سمعهم النبي صلى الله عليه وسلم يُسَمُّون رجلاً منهم عبد الحجر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ما اسمك؟ قال: عبد الحجر، قال: لا، أنت عبد الله) رواه البخاري في الأدب المفرد .
وأما قوله عليه الصلاة والسلام :  ” أنا ابن عبد المطلب ” فهذا ليس من باب إنشاء التسمية بذلك وإنما هو من باب الاخبار بالاسم الذي عرف به المسمى دون غيره والاخبار بمثل ذلك على وجه تعريف المسمى لا يحرم ولا وجه لتخصيص أبي محمد ذلك بعبد المطلب خاصة 
فقد كان أصحابه يسمون بعبد شمس وبني عبد الدار بأسمائهم ولا ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك 
فباب الأخبار أوسع من الإنشاء فيجوز فيه ما لا يجوز في الإنشاء
 
– وتارة يستحب تغييره : كما لو كان في الاسم تزكية أو تشاؤم أو قبح أو مُجُون أو نفرة .
 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن زينب كان اسمها برة فقيل تزكي نفسها فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب. أو وروى مسلم عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ لا تسمين غلامك يساراً ولا رباحاً ولا نجيحا ولا أفلح فإنك تقول أثم هو فلا يكون فيقول لا “.
قال الامام ابن القيم في “زاد المعاد”وثبت أنه غيَّر اسم عاصية، وقال: أنت جميلة. وكان اسم جويرية: برة، فغيَّره باسم جويرية
وقالت زينب بنت أبي سلمة: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمى بهذا، فقال: “ لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم“.. 
قال أبو داود: وغيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم العاصي وعزيز وعَتَلَة وشيطان، والحكم، وغراب، وحبَّاب، وشهاب، فسماه هشاماً، وسمى حرباً سِلماً، وسمى المضطجع المنبعثَ، وأرضاً تسمى عفرَة سماها: خضرةَ، وشِعْبَ الضلالة، سماها شِعْبَ الهدى، وبنى الزِّنَية سماهم نبي الرُّشْدَة، وسمَّى بني مُغويَةَ بني رُشد“.
فعن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير الاسم القبيح إلى الاسمِ الحسن)، 
وعن عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيّ رضي الله عنه أنه قال: (كان إذا أتاه الرجل وله اسم لا يحبه حَوَّلَه (غيَّره))رواه الطبراني وصححه الألباني
 
– ويباح تغيير الاسم إذا كان من اسم حسن إلى حسن مثله أو أحسن منه .
 
– ويكره تغيير الاسم إلى اسم فيه تزكية أو تشاؤم أو أسماء فيها معان رخوة شهوانية وهذا في تسمية البنات كثير ونحوه.
 
– وخامسا : يحرم تغيير الاسم المباح إلى اسم محرم شرعا كالاسم الخاص بالله سبحانه وتعالى والمعبد لغير الله أو التسمية بأسماء الأصنام وكذا التسمية بأسماء الشياطين ، كإبليس وخنزب ، وقد وردت السنة بتغييره .
 
هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين 

Visits: 156