طالعْ مشهَدَ التقصير بقلبك واحرصْ على هذا الدُعَاء في صلاتك

Home / الزهد و الرقائق / طالعْ مشهَدَ التقصير بقلبك واحرصْ على هذا الدُعَاء في صلاتك
طالعْ مشهَدَ التقصير بقلبك واحرصْ على هذا الدُعَاء في صلاتك

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: “ قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ”  .

قوله:”اللَّهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ” : اعتراف من العبد إلى ربه بالتقصير في عبوديته، مهما كان مجتهدا في طاعته ، لأن حق الله عظيم ، ونِعَمُهُ على عباده سابِغَة لا تُحْصَى ولا تُستوفى شُكْرَا .
 
 قَالَ الْكِرْمَانِيُّ : هَذَا الدُّعَاءُ مِنَ الْجَوَامِعِ ; لِأَنَّ فِيهِ الِاعْتِرَافَ بِغَايَةِ التَّقْصِيرِ وَطَلَبِ غَايَةِ الْإِنْعَامِ فَالْمَغْفِرَةُ سَتْرُ الذُّنُوبِ وَمَحْوُهَا وَالرَّحْمَةُ إِيصَالُ الْخَيْرَاتِ فَفِي الْأَوَّلِ طَلَبُ الزَّحْزَحَةِ عَنِ النَّارِ وَفِي الثَّانِي طَلَبُ إِدْخَالِ الْجَنَّةِ وَهَذَا هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ  .  
 
قال الامام في القيم في رسالته لأحد إخوانه : “ مشهدُ التَّقْصِير، وَأَنّ العَبدَ لَو اجتهدَ فِي القيامِ بِالأَمرِ غَايَةَ الِاجتِهَادِ وبذلَ وُسْعَهُ فَهُوَ مقصِّرٌ، وَحقُّ اللهِ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ أعظمُ، وَالَّذِي يَنْبَغِي لَهُ أَن يُقابلَ بِهِ من الطَّاعَةِ والعُبوديّةِ والخِدمةِ فَوقَ ذَلِك بكثيرٍ.  ، وأن عظمته وجلاله سبحانه يقتضي من العبودية ما يليق بها ” اه.   
قال شيخ الاسلام ابن تيمية : “ فهذا فيه وصف العبد لحال نفسه المقتضي حاجته إلى المغفرة وفيه وصف ربه الذي يوجب أنه لا يقدر على هذا المطلوب غيره وفيه التصريح بسؤال العبد لمطلوبه وفيه بيان المقتضي للإجابة وهو وصف الرب بالمغفرة والرحمة فهذا ونحوه أكمل أنواع الطلب ” .
   

قال العلامة ابن عثيمين : ” فالسؤال من حبيب إلى حبيبه فلابد أن يكون الجواب من أفضل الأجوبة . وقوله :” في صلاتي ” : يحتمل في السجود أو بعد التشهد الأخير “اه

قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : ” لَنْ تَفْقَهَ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى تَمْقُتَ النَّاسَ فِي ذَاتِ اللَّهِ ، ثُمَّ تَرْجِعَ إِلَى نَفْسِكَ فَتَكُونَ لَهَا أَشَدَّ مَقْتًا من الناس ” . 
 
قال الامام ابن القيم رحمه الله في – مدارج السالكين معلقا – : ” وَهَذَا الْكَلَامُ لَا يَفْقَهُ مَعْنَاهُ إِلَّا الْفَقِيهُ فِي دِينِ اللَّهِ ، فَإِنَّ مَنْ شَهِدَ حَقِيقَةَ الْخَلْقِ ، وَعَجْزَهُمْ وَضَعْفَهُمْ وَتَقْصِيرَهُمْ ، بَلْ تَفْرِيطَهُمْ ، وَإِضَاعَتَهُمْ لِحَقِّ اللَّهِ ، وَإِقْبَالَهُمْ عَلَى غَيْرِهِ ،وَبَيْعَهُمْ حَظَّهُمْ مِنَ اللَّهِ بِأَبْخَسِ الثَّمَنِ مِنْ هَذَا الْعَاجِلِ الْفَانِي لَمْ يَجِدْ بُدًّا مِنْ مَقْتِهِمْ ، وَلَا يُمْكِنُهُ غَيْرُ ذَلِكَ الْبَتَّةَ ، وَلَكِنْ إِذَا رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَحَالِهِ وَتَقْصِيرِهِ ، وَكَانَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ ذَلِكَ كَانَ لِنَفْسِهِ أَشَدَّ مَقْتًا وَاسْتِهَانَةً ، فَهَذَا هُوَ الْفَقِيهُ ” اه

Visits: 3156