يقول الامام ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين :
“ولمَّا كان التبليغ عن الله سبحانه، يعتمد العلم بما يبلغ والصدق فيه،
لم تصلحّ مرتبة التبليغ بالرواية والفتيا إلاَّ لمن اتصف بالعلم والصدق،
فيكون عالماً بما يبلِّغ، صادقاً فيه،
ويكون مع ذلك حسن الطريقة، مرضي السيرة،
عدلاً في أقواله وأفعاله،
متشابه السر والعلانية في مدخله ومخرجه وأحواله،
وإذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا ينكر فضله ولا يجهل قدره،
وهو من أعلى المراتب السَنِيَّات،
فكيف بمنصب التوقيع عن ربِّ الأرض والسَّموات!
فحقيق بمن أقيم في هذا المنصب أن يعد له عدته، وأن يتأهب له أهبته،
وأن يعلم قدر المقام الذي أقيم فيه.
ولا يكون في صدره حرج من قول الحق والصدع به فإن الله ناصره وهاديه
وليعلم المفتي عمن ينوب في فتواه،
وليوقن أنه مسؤول غداً وموقوف بين يدي الله” اه
Visits: 77