من الخطأ ان تجذب رجلا من الصف ليصلي معك اذا امتلأ الصف وكنت وحدك

Home / الفقه / من الخطأ ان تجذب رجلا من الصف ليصلي معك اذا امتلأ الصف وكنت وحدك
من الخطأ ان تجذب رجلا من الصف ليصلي معك اذا امتلأ الصف وكنت وحدك
عن وابصة بن معبد الأسدي أنَّ رجلًا صلَّى خلفَ الصَّفِّ وحدَهُ وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَرَى مِن خلفِه كما يَرَى مِن بينِ يديْهِ فقال لهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ  : ” ألا دخلتَ في الصَّفِّ أو جذبتَ رجلًا صلَّى معكَ أَعِدِ الصلاةَ” .
قال الالباني في “الارواء” : اسناده واهٍ
وقال العلامة المحدث الألباني رحمه الله في”السلسلة الضعيفة والموضوعة ” ( 2 / 322 ) :حديث ” ألا دخلت في الصف أو جذبت رجلا صلى معك ! أعد صلاتك ” .  ضعيف جدا
وقال :إذا ثبت ضعف الحديث فلا يصح حينئذ القول بمشروعية جذب الرجل من الصف ليصف معه , لأنه تشريع بدون نص صحيح , وهذا لا يجوز ,بل الواجب أن ينضم إلى الصف إذا أمكن وإلا صلى وحده , وصلاته صحيحة , لأنه ( لا يكلف الله نفس إلا وسعها ) , وحديث الأمر بالإعادة محمول على ما إذا قصر في الواجب وهو الإنضمام في الصف وسد الفرج وأما إذا لم يجد فرجة , فليس بمقصر ,فلا يعقل أن يحكم على صلاته بالبطلان في هذه الحالة وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ,فقال في الاختيارات ” ( ص 42 ) :” وتصح صلاة الفذ لعذر “.
سلسلة الأحاديث الضعيفة – (ج 4 / ص 1)
قال العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين :
وأما جذبه واحداً من المأمومين ليقف معه ففيه ثلاثة محاذير:
– أحدهما: فتح فرجة في الصف، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بالمراصة ونهى أن ندع فرجات للشيطان.
– الثاني: أنه ظلم للمجذوب بنقله من المكان الفاضل إلى المكان المفضول.
– الثالث: أنه يشوش عليه صلاته، وربما ينازعه ويشاتمه إذا فرغ منها، ولا يرد على هذا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمن رآه يصلي وحده خلف الصف: “ألا دخلت معهم أو اجتررت أحداً”، فإنه حديث ضعيف لا تقوم به حجة.
وأما تركه الجماعة وصلاته منفرداً فهو ترك لواجب الجماعة مع القدرة عليه فيكون وقوعاً في المعصية.
وأما صلاته مع الجماعة خلف الصف قيام بالواجب عليه بقدر المستطاع، فإن المصلي مع الجماعة يلزمه أمران:
– أحدهما: الصلاة في الجماعة.
– والثاني: القيام في الصف معهم، فإذا تعذر أحدهما وجب الآخر.
فإن قيل: إن قوله صلى الله عليه وسلم: “لا صلاة لمنفرد خلف الصف“، عام ليس فيه تفصيل بين تمام، وعدم تمامه.
فالجواب: أن هذا دال على بطلان الصلاة للمنفرد لتركه واجب المصافة، فإذا لم يقدر عليه سقط عنه، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يبطل صلاته لتركه ما لا قدرة له عليه، ونظير هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: “لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن“، وقوله صلى الله عليه وسلم: “ لا يَقْبَلُ الله صَلاةَ أحَدكُمْ إذَا أحْدَثَ حَتَى يَتَوضًأ “، فإن لم يقدر على الفاتحة، أو على الوضوء صلى بدونهما ، وأجزأته صلاته ان كان مسبوقا ، ويتيمم إن عجز عن الوضوء.
 … وخلاصة الجواب: أن المصافة واجبة، وأن من جاء وقد كمل الصف فإنه يصلي مع الجماعة خلف الصف، ولا يتقدم إلى الإمام ليصلي إلى جنبه، ولا بجذب أحداً من الصف ليقف معه، ولا يترك صلاة الجماعة.
وجواز صلاته الجماعة منفرداً عن الصف للعذر هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيميه، وشيخنا عبد الرحمن سعدي وبعض قول من يرى الجواز مطلقاً، والحمد لله رب العالمين.

Visits: 247