من ردّ الحقّ اختلط عليه أمرُه

Home / التفسير / من ردّ الحقّ اختلط عليه أمرُه
من ردّ الحقّ اختلط عليه أمرُه
قال الله تعالى:{بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} [ق: 5]. قال الشّيخ عبد الرّحمن السّعدي رحمه الله:” وهكذا، كلّ من كذّب بالحقّ، فإنّه في أمر مختلط، لا يُدرَى له وجهة ولا قرار، فترى أمورَه متناقضةً مؤتفكةً، كما أنّ من اتّبع الحقّ وصدّق به، قد استقام أمره، واعتدل سبيله، وصدّق فعلُه قِيلَه ”           
وسبب الخلط والتخبّط هو ردُّ الحقّ ودفعُه: اتّباعا للشّبهات، أو الرّكض خلف الشّهوات، أو تعصّبا لشيخ أو فرقة أو مشرب، أو بغضا لشخص أو طائفة أو مذهب.
قال الامام ابن القيّم رحمه الله: ”  فإنّ من ردّ الحقّ مرج عليه أمرُه، واختلط عليه، والتبس عليه وجه الصّواب، فلم يدرِ أين يذهب ” [“أعلام الموقّعين” (2/173)].
قال الشّيخ البشير الإبراهيمي الجزائري رحمه الله تعالى:  فنحن بحمد الله ثابتون في مكان واحد، وهو مستقرّ الحقّ، ولكنّ القومَ يصبغوننا في كلّ يوم بصبغة، ويَسِمُونَنَا في كلّ لحظة بسِمَة، وهم يتّخذون من هذه الأسماء المختلفة أدواتٍ لتنفير العامّة منّا، وإبعادها عنّا، وأسلحةً يقاتلوننا بها !
وكلّما كَلَّت أداةٌ جاءوا بأداةٍ، ومن طبيعة هذه الأسلحة الكلال وعدم الغناء، وقد كان آخر طراز من هذه الأسلحة المفلولة الّتي عرضوها في هذه الأيّام كلمة ( وهّابي )، ولعلهم حشدوا لها ما لم يحشدوا لغيرها، وحفلوا بها ما لم يحفلوا بسواها …
إنّ العامّة لا تعرف من مدلول كلمة ( وهّابي ) إلاّ ما يُعرّفُها به هؤلاء الكاذبون، وما يعرِف منها هؤلاء إلاّ الاسم، وأشهر خاصّةٍ لهذا الاسم، وهي أنّه يُذيب البدع كما تذيب النّار الحديد … ولا دافع لهم إلى الحشد في هذا إلاّ أنّهم موتورون لهذه الوهّابية التي هدمت أنصابَهم، ومحت بدعَهم فيما وقع تحت سلطانها من أرض الله، وقد ضجّ مبتدعة الحجاز، فضج هؤلاء لضجيجهم، والبدعة رَحِمٌ ماسّة “اهـ.
وقال الشيخ العلامة ابن باديس رحمه: نحن لسْنَا أصحابَ مذهبٍ جديدٍ وعقيدةٍ جديدة، ولم يأْتِ محمّد بنُ عبد الوهّاب بالجديد، فعقيدتُنا هي عقيدةُ السَّلَف الصّالح، الّتي جاءت في كتاب الله وسُنّة رسوله، وما كان عليه السّلف الصّالح … وقال” وسيبقى كذلك على الدّهر من ينصر السنّة ويؤيّدها ويدافع عنها، ومن ينشر البدعة وينفخ في بوقها وينقر على طبلها {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}

Visits: 81