بسم الله الرحمن الرحيم
أخرج الإمام مسلم –في كتاب الإمارة من صحيحه ، والبخاري في كتاب الفتن أن عبد الله بن عمر جاء إلي عبد الله بن مطيع – حين كان أمر الحرة ما كان: زمن يزيد بن معاوية -، فقال عبد الله بن مطيع: أطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة، فقال: أني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثاً سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقوله، سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (( من خلع يداً من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات ليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية )).
قال الحافظ بن كثير في (( البداية والنهاية )) : (( ولما خرج أهل المدينة عن طاعته – أي: يزيد -، وولوا عليهم بن مطيع، وابن حنظلة، لم يذكروا عنه – وهم أشد الناس عداوة له – إلا ما ذكروه عنه من شرب الخمر ……….. بل قد كان فاسقاً، والفاسق لا يجوز خلعه، لأجل ما يثور بسبب ذلك من الفتنة ووقوع الهرج – كما وقع في زمن الحرة – )) .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى – في الفتح : (( وفي هذا الحديث جواب طاعة الإمام الذي انعقدت له البيعة، والمنع من الخروج عليه ولو جار في حكمه، وأنه لا ينخلع بالفسق )) ا ه
ونقل العلامة النووى -رحمه الله – الإجماع على ذلك فقال : ” واما الخروج عليهم وقتالهم فحرام باجماع المسلمين وإن كانوافسقة ظالمين وقد تظاهرت الاحاديث على ماذكرته وأجمع اهل السنه انه لا ينعزل السلطان بالفسق ” اه
قال شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- : “لعلَّه لا يكاد يعرف طائفةٌ خرجت على ذي سلطان إلاَّ وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته “
وقال الامام ابن القيِّم -رحمه الله-: “الإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم أساس كلِّ شرّ، وفتنةٌ إلى آخر الدهر “
وليعلم أنَّ التحريض على الحاكم المسلم ـ وإن كان فاسقا ـ صنعة الخوارج .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله واصفاً الخوارج القعدية : (والقعد الخوارج، كانوا لا يرون الحرب، بل ينكرون على أمراء الجور حسب الطاقة ويدعون إلى رأيهم ويزينون مع ذلك الخروج ويحسنونه) – تهذيب التهذيب 114 /8-
الحافظ ابن حجر يبيّن أن هؤلاء ينكرون على أمراء الجور أي الأمراء وأولياء الأمور الظلمة وفق طاقتهم مما يحرضون به ويهيجون الشعوب، فهم يزينون الخروج على حكامهم في أذهان الشعوب العامة المسكينة لتحقيق مقاصدهم وآثروا القعود وانصرفوا عن قتال الحكام وحمل السلاح، لكنهم يعتبرون من حركات الخوارج الثورية. فهم الذين يهيجون الناس ويزرعون الأحقاد في قلوبهم على ولاة الأمر، ويصدرون الفتاوى باستحلال ما حرم الله باسم تغيير المنكر
ولقد روى أبو داود في مسائل أحمد عن عبد الله بن محمد الصعيف أنه قال: “ قعد الخوارج هم أخبث الخوارج ” ص271
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ترجمة عمران بن حطان: (تابعي مشهور وكان من رؤوس الخوارج من القعدية بفتحتين وهم الذين يحسنون لغيرهم الخروج على المسلمين ولا يباشرون القتال وقيل القعدية لا يرون الحرب وان كانوا يزينونه ) الإصابة في تمييز الصحابة
قال الامام البربهاري رحمه الله في شرح السنة : ( إذا رايت الرجل يدعو على السلطان فأعلم انه صاحب هوى . وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم انه صاحب سنة إن شاء الله . ويقول الفضيل بن عياض : لو كان لي دعوة ما جعلتها الا في السلطان . فأمرنا ان ندعو لهم بالصلاح . ولم نؤمر ان ندعو عليهم وإن جاروا وظلموا لان جورهم وظلمهم على انفسهم وعلى المسلمين وصلاحهم لانفسهم وللمسلمين ) اه
والحمد لله رب العالمين
Hits: 103