يقول العلامة رسلان حفظه الله : “تأملتَ جميع طوائف الضُّلالِ وأصحابِ البدعِ والأهواءِ وجدتَ أصلَ ضلالهم راجعًا إلى شيئين:
أحدِهما: ظنهم بالله ظنَّ السَّوء.
والثاني: أنهم لم يقْدروا الله حقَّ قَدْرِه.
فأهم ما يجب عليك معرفته: التوحيد، والشرك المناقض له.
وبهذا بدأ المرسلون الدعوة إلى الله، لم يبدءوا بشيء قبله، جميعهم دعوا أممهم وأقوامهم إلى توحيد الله ربَّ العالمين، ونبذ الشرك والبراءة من الشرك والمشركين، لم يبدءوا بشيء قبله قط.
ولم يلتفتوا إلى الإصلاح السياسي، ولا إلى الإصلاح الاجتماعي، ولا إلى الإصلاح الاقتصادي، وكان في أممهم أمراضٌ وفيهم عِللٌ وأدواء؛ فلم يبدءوا أممهم بإصلاحهم بشيءٍ قبل إصلاح عقيدتهم واستقامت قلوبهم على دين ربهم -جل وعلا- وكذا فعل رسولُ الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
أهم ما يجب عليكَ معرفته: التوحيد، والشرك المناقض له.
لابد أن تعرف التوحيد وأن تعرف الشرك حتى لا تتورط فيه.
ولذلك الذين لا يعرفون موطنَ النزاع بين رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وقومه لا يعرفون حقيقة دين الإسلام الذي دعا إليه رسولُ الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
إن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بُعث في قومٍ لا ينكرون وجود الله، يعبدونه ويعبدون سواه، ويذبحون له ولغيره، ويلبونه ويشركون معه في التلبية أصنامهم وأوثانهم.
موطنُ النزاع بين النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وقومه: إنما كان في صرف العبادة لغير الله أو لله ولغيره؛ فإن هذا لا يُقبل بحال، ومن أجل هذا أباح اللهُ دماءهم وأموالهم ونساءهم ودُورهم وأرضهم، ومَن مات منهم على الكفر فهو خالدٌ مخلدٌ في النار.
ما هو موطن النزاع بين الأنبياء وأقوامهم؟!
موطنُ النزاع في هذا الأصل الأصيل، لذا لم يدعوا أقوامه إلى شيءٍ قبله: (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره).
موطنُ النزاع في هذا الأصل الأصيل، لذا لم يدعوا أقوامه إلى شيءٍ قبله: (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره).
اصرفوا العبادة كلها لله -رب العالمين-، وانظروا في الانقسامات؛ لأن التجميع على غير هذا الأصل من أيسر الأمور .
وأما التجميع على الأصل الأصيل :- وهو إخلاصُ العبادة لله -رب العالمين- مع البراءة من الشرك والمشركين، فبه تتمايز الصفوف: محمد فرَّق بين الناس. محمد فَرْقٌ بين الناس،
كما قالوا عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم-: محمدٌ فرَّق بين المرء وزوجه، وبين الوالد وولده، وبين الرجل وعشيرته وأهله!
لأن الرجل يطيع الله ، ويلتزم أمر الله ويتبع هدي رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم-.
يعرف الولاء والبراء ، ولا يقبل في دين الله -رب العالمين- مداهنة بحال ، فيُفرَّق بينهم وبين مَن لم يكن كذلك، من أهله وعشيرته، من زوجه وولده، من أبيه وأمه.
إنها دعوة الله !
ينبغي أن يُدعى إلى الله على منهاجها، يُدعى الخلق إلى عبادة الله وحده، ابدءوا الناس بها، وادعوهم إلي ربهم -جل وعلا-، مخلصين له الدين، طائعين عابدين، متبرئين من الشرك والمشركين.
هذه دعوة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-. ” اه
Visits: 46