قال الإمام ابن بطه العُكبري-رحمه الله-: “ وَمِنْ اَلسُّنَّةِ مُجَانَبَةُ كُلِّ مَنْ اعْتَقَدَ شَيْئًا مِمَّا ذَكَرْنَاهُ وَهُجْرَانُهُ وَالْمَقْتُ لَهُ, وهُجْرَانُ مَنْ وَالَاهُ وَنَصْرَهُ وَذَبَّ عَنْهُ وَصَاحَبَهُ وَإنْ كَانَ اَلْفَاعِلُ لِذَلِكَ يُظْهِرُ اَلسُّنَّةَ” اه الابانة
قال العلامة محمد بن هادي حفظه الله شارحا : ” فإذًا هجران من والى المبتدعة وصاحبهم وذب عنهم أمر متقرر عند السلف – رحمهم الله –
واليوم جاءونا بمنهج جديد؛ يقول: سُني وعنده أخطاء؛ سلفي وعنده أخطاء؛ ما هي أخطاؤه؟! على مذهب الخوارج! ننظر إلى أخطائه وإذا به خارجي؛ ننظر إلى أخطائه وإذا به رافضي يسب الصحابة، ننظر إلى أخطائه وإذا به جهمي؛ ما شاء الله ! سني وعنده أخطاء.
وانتقلوا من مبتدعٍ إلى مُبدع؛ ما شاء الله! كل ذلك ضحك على عقول الناس، وخاصة الشباب السلفي؛ أبدًا هذا الكلام كلامٌ باطل واضح العوار؛ فإن من والى المبتدع ونصره وذب عنهم فهذا مثله مبتدع لا شك ولا ريب، وإذا صاحبه فكما تقدم في مجالسة أهل الأهواء:-
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه *** فإن القرين بالمقارن مقتدى
ولا تصحب أخ *** الجهل وإيــاك وإياه
فكم من جاهل *** أردى حليمًا حين أخاه
يُقاس المرء بالمرء *** إذا مـا هو ماشــاه
الشاهد: إذا رأيت الرجل مع المبتدع وحذرته فأبى فألحقه به؛ لم؟! لأن ((الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ)) و ((الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ))
إن القلوب لأجناد مجندة *** قول الرسول كلام ليس يختلف
فما تعارف منها فهو مؤتلف *** وما تناكر منها فهو مختلف
فإذا رأيته معه فاعرف أنه يحبه؛ لأنه قد تقدم معنا: ((أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ )) فلا يمكن أن يُحب صاحب السنة صاحب البدعة ، وذلك لأن الحب ميل قلبي فما يمكن أن يتأتَّى إلا إذا تقاربت القلوب؛
قال الأصمعي-رحمه الله- :” إذا تقاربت القلوب في النسبة تلاقت الأبدان في الصحبة“.
فالمرء على دين خليله؛ فما يمكن أن يواليه إلا وهو على طريقه، ولا ينصره إلا وهو على طريقه، ولا يُذب عنه إلا وهو على طريقه، ولا يُصاحبه إلا وهو على طريقه، وإن كان يظهر أمامك بأنه صاحب سنة؛
فصاحب السنة لا يجتمع مع صاحب البدعة أبدًا والله الذي لا إله غيره؛ وإن زعم لك أنه على السنة؛
فنقول الأعمال تُصدق أو تُكذب؛ فعملك يُكذب قولك – نسأل الله العافية والسلامة–.” انتهى كلامه
Visits: 187