هل العفو عن الجاني أو المتعدي دائما محمود

Home / الفقه / هل العفو عن الجاني أو المتعدي دائما محمود
هل العفو عن الجاني أو المتعدي دائما محمود
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الامام ابن عثيمين رحمه الله :
” ليكن معلوما لديكم أن العفو إنما يحمد اذا كان العفو أحمد فان كان أحمد فالعفو أفضل ولهذا قال الله تعالى :{ فمن عفى وأصلح فأجره على الله }، فجعل العفو مقرونا بالإصلاح .
عفى وأصلح.. هل يمكن أن يكون العفو غير إصلاح ؟ 

الجواب :نعم .قد يكون هذا اجترأ عليك وجنى عليك وهو رجل شرير معروف بالشر و الفساد؛ فلو عفوت عنه لتمادى في شره و فساده، فما هو الأفضل حينئذ ، أن نعفو أو نأخذ بالجريمة ؟ الأفضل أن نأخذ بالجريمة ؛لأن في ذلك إصلاحا . 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( الإصلاح واجب ، والعفو مندوب )). فاذا كان في العفو فوات الإصلاح فمعنى ذلك أننا قدمنا مندوبا على واجب . وهذا لا تأتي به الشريعة. وصدق رحمه الله .
وإنني بهذه المناسبة أود أن أنبه على مسألة يفعلها كثير من الناس بقصد الإحسان . وهي أن تقع حادثة من شخص فيهلك بسببها شخص آخر فيأتي أولياء المقتول فيسقطون الدية عن هذا الجاني الذي فعل الحادث فهل إسقاطهم محمود ويعتبر من حسن الخلق أو في ذلك تفصيل ؟ في ذلك تفصيل .

لا بُدَّ أن نتأمل ونفكر في حال هذا الجاني الذي وقع منه الحادث هل هو من الناس المعروفين بالتهور وعدم المبالاة ؟ هل هو من الطراز الذي يقول أنا لا أبالي أن أصدم شخصا لأن ديته في الدرج . والعياذ بالله ؟
أم أنه رجل حصلت منه الجناية مع كمال التحفظ وكمال الاتزان ولكن الله تعالى قد جعل كل شئ بمقدار؟
فالجواب : ان كان من الطراز الثاني فالعفو بحقه أولى ولكن قبل العفو حتى في الطراز الثاني يجب أن نلاحظ هل على الميت دين ؟ اذا كان عليه دين فانه لا يمكن أن نعفو .

ولو عفونا فان عفونا لا يعتبر وهذه مسألة ربما يغفل عنها كثير من الناس لماذا نقول انه قبل العفو يجب أن نلاحظ هل على الميت دين أم لا ؟ لماذا نقول ذلك ؟
لأن الورثة يتلقون الاستحقاق لهذه الدية من أين ؟ من الميت الذي أصيب بالحادث ولا يرد استحقاقهم الا بعد الدين ولهذا لما ذكر الله الميراث قال: { من بعد وصية يوصي بها } (النساءآيه11) ، هذه مسألة تخفى على كثير من الناس.
وعلى هذا فنقول اذا حصلت حادثة على شخص ما فانه قبل أن يقدم على العفو ننظر في حال الجاني أولا هل هو من المتهورين أم لا ؟ وفي حال المجني عليه هل عليه دين أم لا ؟ ” اه

والحمد لله رب العالمين .

Visits: 181