هل تعلم سر محبة الله تبارك وتعالى للعُطاس

Home / الحديث / هل تعلم سر محبة الله تبارك وتعالى للعُطاس
هل تعلم سر محبة الله تبارك وتعالى للعُطاس

عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:”إن اللهَ يحبُّ العُطاسَ ويكرهُ التثاؤبَ ، فإذا عطس أحدُكم وحمِدَ اللهَ ، كان حقًّا على كلِّ مسلمٍ سمِعه أنْ يقولَ له : يرحمُك اللهُ ، وأمَّا التثاؤبُ : فإنَّما هوَ مِن الشيطانِ ، فإذا تثاءَب أحدُكم فليرُدَّه ما استطاع ، فإنَّ أحدَكم إذا تثاءَب ضَحِك منه الشيطانُ” رواه البخاري (6226)

ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفذ زاد المعاد [2/439] فصلاً نافعاً للعطاس وما فيه من الفوائد العظيمة للعاطس وكذلك ذكر سر محبة الله تبارك وتعالى للعطاس فقال : ” وقيل: هو تشميتٌ له بالشيطانِ، لإغاظته بحمْدِ اللهِ على نِعمة العُطاس، وما حصل له به من محابِّ الله، فإن الله يُحبه، فإذا ذكر العبدُ اللهَ وحَمِدَه، ساء ذلك الشيطان من وجوه، منها: نفسُ العُطاس الذى يُحبُّه اللهُ، وحمدُ اللهِ عليه، ودعاءُ المسلمين له بالرحمة، ودعاؤه لهم بالهداية، وإصلاحُ البال، وذلك كُلُّه غائظ للشيطان، محزن له . فتشميتُ المؤمن بغيظ عدوه وحزنه وكآبته ، فسمى الدعاءُ له بالرحمة تشميتاً له، لما فى ضمنه من شماتته بعدوه . وهذا معنى لطيف إذا تنبه له العاطِسُ والمشمِّت، انتفعا به، وعَظُمَتْ عندهما منفعةُ نعمةِ العُطاس فى البدن والقلب، وتبيَّن السِّرُّ فى محبة الله له، فلِلَّهِ الحمْدُ الذى هو أهلُه كما ينبغى لكريم وجهه وعِزِّ جلاله ” ا. ه

تنبيه: لا تُشرع الاستعاذه من الشيطان عند التثاؤب ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم عَلَّم أمّته ما يُشْرَع عند التثاؤب ، وهو وضع اليد وكَظْم التثاؤب ، ولم يأمرهم بالاستعاذة .

والأحاديث التي أُورِدَتْ وغيرها مما هو في الصحيحين وفي غيرها ، ليس فيها مشروعية الاستعاذة عند التثاؤب ، بل فيها مشروعية وضع اليد وكَظْم التثاؤب وعدم إصدار صوت .

قال عليه الصلاة والسلام : التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فَلْيَرُدَّه ما استطاع ، فإن أحدكم إذا قال : ها ؛ ضَحِكَ الشيطان . رواه البخاري ومسلم .

وفي رواية : فإذا تثاءب أحدكم فليردّه ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان .

وفي حديث أبي سعيد عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : إذا تثاوب أحدكم فليمسك بيده ، فإن الشيطان يدخل . رواه مسلم .

وفي رواية : إذا تثاوب أحدكم فليمسك بيده على فِيه ، فإن الشيطان يدخل

وفي رواية : إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع . رواه أبو داود .

فمن تثاءب في صلاته فليمنع التثاؤب ما أستطاع ، ويَضَع يده على فَمِه ، كما في الأحاديث المتقدِّمة .

قال الترمذي : وقد كَرِهَ قوم من أهل العلم التثاوب في الصلاة . قال إبراهيم : أني لأرُدّ التثاوب بالتنحنح .

قال ابن العربي : ينبغي كظم التثاؤب في كل حالة ، وإنما خَصّ الصلاة لأنها أولى الأحوال بِدَفْعِهِ لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة وإعوجاج الْخِلْقَة . نقله ابن حجر في الفتح .

قال النووي : قال العلماء أَمَرَ بِكَظْمِ التثاؤب وردّه ووضع اليد على الفم لئلا يبلغ الشيطان مُراده من تشويه صورته ، ودخوله فمه ، وضحكه منه .

والله اعلم

Visits: 69