هل حمل العصا من سنن العبادة

Home / الحديث / هل حمل العصا من سنن العبادة
هل حمل العصا من سنن العبادة
عن أنس مرفوعا: ” حملُ العصا علامةُ المؤمنِ ، و سنَّةُ الأنبياءِ
الحديث موضوع
 – كما بيّن العلامة الالباني في السلسلة الضعيفة (535)
ولا يوجد حديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحمل عصا دائمًا، ولو ثبت ذلك لنقله الصحابة الذين حرصوا على تبليغ شرع الله تعالى ونقل سنته صلى الله عليه وسلم، بل ولفعله صحابته الكرام ونقل بالتواتر؛ لأنه من الأمور التي لا يمكن أن تخفى، وإنما ثبت حمله صلى الله عليه وسلم للعصا حال الخطبة في الجمعة، وعليه فإن حمل العصا دائمًا لا يُعتبر سنة لأنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
وكذلك فان الاتكاء على العصا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة على المنبر .
وقد ذلك الامام ابن القيم رحمه الله تعالى فقال :
” ولم يكن يأخذ بيده سيفاً ولا غيرَه ، وإنما كان يعتَمِد على قوس أو عصاً قبل أن يتَّخذ المنبر ، وكان في الحرب يَعتمد على قوس ، وفي الجمعة يعتمِد على عصا ، ولم يُحفظ عنه أنه اعتمد على سيف ، وما يظنه بعض الجهال أنه كان يعتمد على السيف دائماً ، وأن ذلك إشارة إلى أن الدين قام بالسيف : فَمِن فَرطِ جهله ، فإنه لا يُحفظ عنه بعد اتخاذ المنبر أنه كان يرقاه بسيف ، ولا قوس ، ولا غيره ، ولا قبل اتخاذه أنه أخذ بيده سيفاً البتة ، وإنما كان يعتمِد على عصا أو قوس ” انتهى.                         ” زاد المعاد ” (1/429)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح ” زاد المستقنع “:
” قوله :أي صاحب زاد المستقنع ( ويعتمد على سيف أو قوس أو عصا ) أي : يسن أن يعتمد حال الخطبة على سيف ، أو قوس ، أو عصا ، واستدلوا بحديث يروى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في صحته نظر ، وعلى تقدير صحته ، قال ابن القيم : إنه لم يحفظ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد اتخاذه المنبر أنه اعتمد على شيء .
ووجه ذلك : أن الاعتماد إنما يكون عند الحاجة ، فإن احتاج الخطيب إلى اعتماد ، مثل أن يكون ضعيفاً يحتاج إلى أن يعتمد على عصا فهذا سنة ؛ لأن ذلك يعينه على القيام الذي هو سنة ، وما أعان على سنة فهو سنة ، أما إذا لم يكن هناك حاجة ، فلا حاجة إلى حمل العصا ” انتهى.
” الشرح الممتع ” (5/62-63)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرحه لنظم الورقات عند الكلام على أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم :
وأما فعله على سبيل العادة فكلام المؤلف يقتضي أنه مباح ولكن ينبغي ألا نقتصر على الإباحة فنقول : ما فعله على سبيل العادة فإنه مستحب لكن بالجنس لا بالعين .
فمثلاً : اعتاد الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن يلبسوا إزاراً ورداءً وعمامةً في الغالب فكون الإنسان في ذلك الزمان يلبس الإزار والرداء والعمامة فهو أفضل لئلا يشذ الإنسان عن الناس ولئلا يكون لباسه لباس شهرة .
لكن لو أرد أحد أن يطبق ذلك الآن ويأتي إلى المسجد مثلاً لابساً إزاراً ورداءًا وعمامةً فهذا ليس مستحباً بل يكون لباس شهرةً والمستحب هو أن نلبس ما يلبسه الناس عندنا ما لم يكن فيه مخالفةً للشرع ولهذا كان الصحابة إذا فتحوا بلاداً لبسوا لباس أهلها لئلا يكون الإنسان متميزاً بلباسه في المجالس ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لباس الشهرة
وقد أيد الشيخ الألباني رحمه الله كلام ابن القيم ، ونفى أن يكون ثبت في الأحاديث ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب على المنبر اتكأ على القوس أو العصا ، وذلك في ” السلسلة الضعيفة ” (2/20) عند الحديث: 536:(واعلم أنه ليس في الباب في الحض على حمل العصا حديث يصح، وأن حمل العصا من سنن العادة لا العبادة).

Visits: 4258