يا خُطَباءَ المساجد إتقوا يوما تُرجعون فيه إلى الله !
ولسوف تُسألون عما استرعاكم عليه جَلَّ في عُلاه
فأَعِدُّوا جوابا ليومٍ تُحشرون فيه حُفَاةً عُرَاه
ألم تعلموا أنَّ الديمقراطية فتنة طاغوتية ،
تُسَوِّي بين أهل الإيمان والمِلَلِ الكفرية
وبين الأبرار والفُجَّار ، والحُكْمُ فيها للأغلبية
وكذا تدعو إلى الحريَّة الغربيَّة
وتفتح أبوابَ التَعَدُديَّة الحزبيَّة
فالأولى تَفَلُّتٌ من عبودية رب البرية
وانسلاخٌ عن الهُدَى والعقيدة السَوَيَّة
والثانية لها أربعة أركانٍ جَلِيَّة
كذبٌ وتدليسٌ وخِداعٌ ورَايَة عِمِّيَّة
فالانتخابات يا قومِ من هذا الخَبَثِ مَرْوِيَّة
فأنى تستقيم الأمور والأُصُول مَلْوِيَّة !
بَيِّنُوا للناس حُكْمَهَا إن كنتم صادقين !
هَرِمَ الكبير ونُشِّأَ الصغير على أنها من الدين
وهي في حقيقتها تضادُّ نصوص الشرع المتين
وتخالف صراحةً هَدْيَ المبعوث الامين
فماذا بعد الحق إلا الضلال المبين
ثم اعلموا أنَّ دعوى الإصلاح واختيار الأصلح ،
ما هو إلا شعارٌ مُبَهْرَجٌ يدَّعِيه كلُ مُنْتَخِب ومُرَشَّح
ولحن يتغنى به داعي الهوى ويتبجح
لِيَسْتُرَ عُوارَ الانتخابات ونظامها المُتَرَنِّح .
يا قوم غزو العقول أشد من وقع النبال
وزيغ القلوب ومَسْخُها هو الداء العضال
تَبَعًا لسَنَنِ غَيْرِنَا تُهْدَرُ الطاقات والاموال
وجَرْيًا في فِتَنِ من قبلنا تُضَيَّع الأجيال
حتى إذا قدموا إلى ما عملوا لم يجدوا إلا قيل وقال،
أين الذهاب من الله الكبير المتعال !
هذه مفاسدها كالشمس فوق الجبال
إنما يحاول هؤلاء تغطية الشمس بالغِرْبَال
فإليه سبحانه المشتكى ، وهو شديدُ المِحَال
الثلاثاء 14 صفر 1440 هجري
Hits: 132