هل يجب مشاركة الناس في جميع عاداتهم – في أفراحهم وأحزانهم وشؤون حياتهم ؟

Home / الفقه / هل يجب مشاركة الناس في جميع عاداتهم – في أفراحهم وأحزانهم وشؤون حياتهم ؟
هل يجب مشاركة الناس في جميع عاداتهم – في أفراحهم وأحزانهم وشؤون حياتهم ؟

يقول الامام عبد العزيز بن باز رحمه الله “مجموع الفتاوى” (6/510) :
” الواجب على كل مسلم أن لا يعتمد على العادات ، بل يجب عرضها على الشرع المطهر ، فما أقره منها جاز فعله ، وما لا فلا ، وليس اعتياد الناس للشيء دليلا على حله ، فجميع العادات التي اعتادها الناس في بلادهم أو في قبائلهم يجب عرضها على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، فما أباح الله ورسوله فهو مباح ، وما نهى الله عنه وجب تركه وإن كان عادة للناس “ انتهى .

ويقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله “تفسير سورة البقرة 2” (299) :
 العادات لا تجعل غير المشروع مشروعاً ؛ لقوله تعالى : ( وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا ) مع أنهم اعتادوه واعتقدوه من البر ؛ فمن اعتاد شيئاً يعتقده براً عُرِض على شريعة الله ” انتهى .

ثم إن من تمسك  بالعادات المباحة شرعا وجعلها من الواجبات سببه الجهل بالشرع وبما جاءت به الرسول وهو من قبيل الغلو والتنطع المنهي عنه ، لأن الواجبات والمستحبات والمحرمات والمكروهات تعرف بالادلة الشرعية لا بالأهواء والتصورات العقلية .  
يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله في حديثه عن أقسام الغلو “مجموع الفتاوى” (7/7) :
” القسم الرابع : الغلو في العادات : وهو التشدد في التمسك بالعادات القديمة وعدم التحول إلى ما هو خير منها . أما إن كانت العادات متساوية في المصالح فإن كون الإنسان يبقى على ما هو عليه خير من تلقي العادات الوافدة ” انتهى .
ومن المؤسف جدًا أن نرى هؤلاء الغالين في العادات التي تخالف شرع رب البريات حتى جعلوها من الواجبات بل وقدموها على أوجب العبادات ، يرمون من تمسك بالكتاب والسنة بالتشدد والتطرف لأنه لم يشاركهم في عاداتهم المنكرة وأنكر عليهم  عليهم ما يقومون به من بدع وضلالات وحذر من ذلك ديانةً وصيانة لدين الله رب العالمين ونصحا لعوام المسلمين ، 
فيقال لمثل هؤلاء : ” رمتني بدائها وانسلت ” 
أيها الناس إعلموا أن قول الحق والتمسك به لن يباعد رزقا ولن يُقَرِّبَ أَجَلاً وأَنَّ الرُكُونَ إلى الباطل أو السكوت عنه لن يبسط أرزاقكم ولن يطوّل آجالكم ، فلا تخشوا الناس وازهدوا بما في أيديهم تكونوا أغنياء – ورب الكعبة – أغنياء بالله الذي بيده ملكوت كل شيء وما عنده خير لكم وأبقى .
والحمد لله رب العالمين .  

Visits: 966