بسم الله الرحمن الرحيم
أولا :
لا يلزم التبول قبل الاغتسال من الجنابة ، ولا يؤثر بقاء المني في الفرج على صحة الغسل ؛ لأنه في حكم الباطن . ولأن كل من وصف غسله عليه الصلاة والسلام من الجنابة ، لم يذكروا أنه كان يتبول ، بل كان يغسل فرجه ، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة ثم يغتسل غسل الجنابة .
عن مَيْمُونَة رضي الله عنها قَالَتْ : ” صَبَبْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُسْلا فَأَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى يَسَارِهِ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ الأَرْضَ فَمَسَحَهَا بِالتُّرَابِ ثُمَّ غَسَلَهَا… ” رواه البخاري (251) .
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ .. ” رواه مسلم (474) .
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ .. ” رواه مسلم (474) .
سئل الامام بن عثيمين رحمه الله :
هل الرجل الذي يجامع إذا اغتسل بعد الجماع هل ترتفع عنه إذا لم يَبُلْ قبل أن يغتسل لأنه سمع أنه لا نقاء من الجنابة إلا بعد البول قبل الغسل؟
الجواب : ” لا صحة لما سمع، فالطهارة من الجنابة تحصل وإن لم يكن البول؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿وإن كنتم جنباً فاطهروا﴾ يعني اغتسلوا، ولا يشترط أن يتبول الإنسان بعد جماعه، ولكنه إذا بال فإنه أحسن من الناحية الطبية؛ لئلا تبقى فضلات المني في مجاريها -أي في مجاري البول- فإذا بال فإنها تطهر، ولهذا يقال تبول بعد الجماع ولو بنقطة حتى يزول ما بقي. أما أن يكون شرطاً لارتفاع الحدث فهذا ليس بصحيح ” . اه .
تنبيه : غسل الجنابة لا يَبْطُل بخروج البول في أثنائه، فإن خروج البول إنما يوجب الوضوء لا الغسل .
ثانيا :
إذا قضيت حاجتك فبادر بالانصراف، ولا تطل المكث في محل قضاء الحاجة، ولا تلتفت بعد خروجك إلى أي وسواس يعرض لك في أنه قد خرج منك شيء، ولا تفتش في ثيابك، فإن الأصل عدم خروج شيء منك.
ولا تعد الاستنجاء إلا إذا تيقنت يقينا جازما تستطيع أن تحلف عليه أنه قد خرج منك شيء، وبدون هذا اليقين فاعمل بالأصل وهو عدم خروج شيء.
وما وجد من البلل بعد الصلاة إن تيقنت أو غلب على ظنك أنه خرج بعد الوضوء فإنه يلزمك إعادة الوضوء والصلاة، وإن شككت هل خرج ذلك بعد الوضوء أم قبله فلا يلزمك إعادة الصلاة، لأن الأصل الطهارة واليقين لا يزول بالشك .
ولا يلزم إعادة الصلاة لأجل النجاسة على البدن أو الثوب لأن من صلى بنجاسة، وهو يجهلها لم يلزمه إعادة الصلاة على الصحيح من أقوال العلماء .
وقد سئل الحسن البصري رحمه الله عما يجده الرجل من البلة بعد الوضوء والاستنجاء فقال : (الْهُ عنه ) أي :
لا تشتغل به ولا تهتم به .
قال الامام ابن عثيمين رحمه الله :
” إن من الخطأ الذي يؤسف له أن بعض الناس يبول ثم يقوم من بوله لا يبالي بما أصابه منه ولا يستنزه منه بماء ولا أحجار ثم يذهب يصلي وهو متلوث بالنجاسة وهذا من كبائر الذنوب ولا تصح الصلاة على هذه الحال.
ومن الخطأ المقابل لهذا أن بعض الناس يبالغ في التنزه من البول فتجده يحاول أن يعصر ذكره حتى تفسد مجاري البول حتى لا تمسك البول بعد ذلك فيحصل معه سلس البول بمثل بسبب هذا التعصير .
ولهذا نقول كن وسطا بين الافراط والتفريط إذا انتهي البول فأغسل رأس الذكر وما أصابه من البول فقط ولا حاجة إلى مسح الذكر ولا إلى عصره فإن هذا من الأمور البدعية كما حقق هذا شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم رحمهما الله وهو من أسباب فساد المجاري وهو من أسباب حصول الوسواس .
ولقد قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله كلمة عجيبة مفيدة قال : (إن الذكر مثل الضر ع إن حلبته در وإن تركته قر) أي إن عصرته فإنه يكون به السلس وإن تركته فإنه يقر ولا يحصل به هذه المفسدة فكونوا أيها المسلمون بين الإفراط والتفريط في هذه الأمور فإن دين الله عز وجل بين الغالي فيه والجافي عنه ” اه
وسئلت الجنة الدائمة للافتاء :
السؤال التالي : بعد التبول تبقى قطرات من البول في القضيب وأجلس حوالي ربع ساعة في الحمام كي أتنظف جيداً من البول طبعاً هذا مرهق ومتعب لي بعدها أتوضأ ، وأثناء الصلاة أحس وكأن هناك قطرات متبقية في القضيب وتريد أن تخرج ،هذا يسبب لي مشاكل وإحراج ،الرجاء إفادتي في هذا الموضوع بالفتوى الواضحة ؟
فأجابت : ” إذا توضأت فالأصل الطهارة ولا تلتفت إلى ما يعرض لك من الشكوك والوساوس ، فإن ذلك من الشيطان ، نعم إن تيقنت أنه خرج منك شيء بعد الوضوء بطل وضوؤك وعليك أن تتوضأ ثانية وهكذا ما تحس به في الصلاة من بقايا شيء من البول في القضيب عليك أن تتشاغل عنه وتبني على أصل الطهارة ولا حاجة إلى التفتيش بعد ذلك ؛ لأن ذلك مما يسبب بقاء الوسوسة عافاك الله من ذلك ” اه
ويجوز استعمال المناديل والأوراق ونحوهما في الاستجمار وتجزئ إذا أنقت ونظفت المحل من قبل أو دبر ، والأفضل أن يكون استعمال ما يستجمر به وترا ، ويجب ألا ينقص عن ثلاث مسحات ، ولا يجب استعمال الماء بعده، لكنه سنة .
ثالثا :
قال الامام ابن باز رحمه الله ناصحا ومُوَجِّها ومرشدا :”يجب على المؤمن أن يكون عدواً للشيطان ، محارباً له ، مكافحاً له ، لا يخضع له ، فإذا أملى عليك أنك ما توضأت وما صليت وأنت تعرف أنك توضأت وصليت فترى يدك فيها الماء وتعلم أنك صليت فلا تطاوع عدو الله ، واجزم بأنك صليت ، واجزم بأنك توضأت ، ولا تُعِدْ شيئاً من ذلك ، وتعوذ بالله من عدو الله الشيطان .
هكذا يجب على المؤمن يكون قوياً في حرب عدو الله ، وفي مكافحته حتى لا يغلب عليه وحتى لا يؤذيه ، فإنه متى غلب على الإنسان جعله كالمجنون يتلاعب به ، فالواجب على المؤمن وعلى المؤمنة : الحذر من عدو الله ، والاستعاذة بالله من شره ومكايده ، وبالقوة في ذلك ، والصبر في ذلك حتى لا تُطاوعه في إعادة صلاة ، ولا في إعادة وضوء ، ولا في إعادة تكبير ، ولا في غير ذلك .
وهكذا إذا قال لك : ثوبك نجس ، أو البقعة نجسة ، أو الحمام فيه نجاسة ، أو الأرض التي وطأتها فيها نجاسة ، أو مصلاك فيه كذا فلا تطعه في ذلك ، كذب عدو الله ، واستعذ بالله من شره ، وصَلِّ في المكان الذي تصلي فيه ، والسجادة التي تصلي عليها كذلك ، والأرض التي تطأ عليها وتعرف أنها طاهرة إلا إذا رأيت بعينك نجاسة وطأتها رطبة فاغسل رجلك ، والحمد لله .
أما وساوسه فلا تطاوع عدو الله فيها ، واعرف أن الأصل : هو الطهارة ، هذا هو الأصل ، فلا تطاوع عدو الله في شيء إلا في يقين رأيته بعينك ، وشاهدته بعينك ، حتى لا يغلب عليك عدو الله ، نسأل الله للجميع العافية ” انتهى .”فتاوى نور على الدرب” ( 1 / 77 ، 78 ) .
هكذا يجب على المؤمن يكون قوياً في حرب عدو الله ، وفي مكافحته حتى لا يغلب عليه وحتى لا يؤذيه ، فإنه متى غلب على الإنسان جعله كالمجنون يتلاعب به ، فالواجب على المؤمن وعلى المؤمنة : الحذر من عدو الله ، والاستعاذة بالله من شره ومكايده ، وبالقوة في ذلك ، والصبر في ذلك حتى لا تُطاوعه في إعادة صلاة ، ولا في إعادة وضوء ، ولا في إعادة تكبير ، ولا في غير ذلك .
وهكذا إذا قال لك : ثوبك نجس ، أو البقعة نجسة ، أو الحمام فيه نجاسة ، أو الأرض التي وطأتها فيها نجاسة ، أو مصلاك فيه كذا فلا تطعه في ذلك ، كذب عدو الله ، واستعذ بالله من شره ، وصَلِّ في المكان الذي تصلي فيه ، والسجادة التي تصلي عليها كذلك ، والأرض التي تطأ عليها وتعرف أنها طاهرة إلا إذا رأيت بعينك نجاسة وطأتها رطبة فاغسل رجلك ، والحمد لله .
أما وساوسه فلا تطاوع عدو الله فيها ، واعرف أن الأصل : هو الطهارة ، هذا هو الأصل ، فلا تطاوع عدو الله في شيء إلا في يقين رأيته بعينك ، وشاهدته بعينك ، حتى لا يغلب عليك عدو الله ، نسأل الله للجميع العافية ” انتهى .”فتاوى نور على الدرب” ( 1 / 77 ، 78 ) .
والحمد لله رب العالمين .
Visits: 11150