هَدَى اللهُ مَنْ وفقه بِفَضْلِهِ وأَضَلَّ من خَذَلَهُ بِعَدْلِهِ

Home / العقيدة والمنهج / هَدَى اللهُ مَنْ وفقه بِفَضْلِهِ وأَضَلَّ من خَذَلَهُ بِعَدْلِهِ
هَدَى اللهُ مَنْ وفقه بِفَضْلِهِ وأَضَلَّ من خَذَلَهُ بِعَدْلِهِ

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : ” وهو سبحانه وإن أَضَلَّ مَنْ شاء وقَضَى بالمعصية والغَيّ على من شاء فذلك مَحْضُ العدل فيه .

لأنه وَضَعَ الإضلال والخُذلان فى موضعه اللائق به 
كيف ومن أسمائه الحسني العَدْل الذي كل أفعاله وأحكامه سداد وصواب وحق 
وهو سبحانه قد أوضح السبل ، وأرسل الرسل ، وأنزل الكتب ، وأزاح العلل ، ومَكَّنَ من أسباب الهداية والطاعة بالاسماع والابصار والعقول وهذا عدله ،  ووفق من شاء بمزيد عناية وأراد من نفسه ان يعينه ويوفقه فهذا فضله 
وخذل من ليس بأهل لتوفيقه وفضله وخلى بينه وبين نفسه ولم يرد سبحانه من نفسه أن يوفقه فقطع عنه فضله ولم يحرمه عدله ، وهذا نوعان :
أحدهما ما يكون جزاء منه للعبد على اعراضه عنه وايثار عدوه فى الطاعة والموافقة عليه وتناسى ذكره وشكره فهو أهل أنْ يخذله ويتخلَّى عنه .
والثاني : أنْ لا يشاء له ذلك ابتداءًا لما يعلم منه أنه لا يعرف قَدْرَ نعمة الهداية ولا يشكره عليه ولا يثنى عليه بها ولا يحبه فلا يشاؤها له لعدم صلاحية محله 
قال تعالى : ” وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولُوا أَهَٰؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ” ، وقال : ” وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ “
فاذا قضى على هذه النفوس بالضلال والمعصية كان ذلك محض العدل كما اذا قضى على الحية بان تُقْتَل وعلى العقرب وعلى الكلب العقور كان ذلك عدلا فيه وإن كان مخلوقا على هذه الصفة ” اه الفوائد 

Visits: 110