أدع الى الله عز وجل على بصيرة ، ودعك من الكراسي وأربابها

Home / السِيَر / أدع الى الله عز وجل على بصيرة ، ودعك من الكراسي وأربابها
أدع الى الله عز وجل على بصيرة ، ودعك من الكراسي وأربابها

قال الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله :

” من الذي قال : لا سبيل لدعوة الناس إلا إذا كنت في الحكم .

ألا يسعك أن تدعو الناس إلى الحق بدون أن تكون في كرسي الحكم؟

من الذي قال لك : أن كونك على سُدَّة الحُكْمِ وصاحب القرار العام على الدولة تستطيع أن تفعل وتقرر ما تريد؟!

بعض الناس لسان حاله : لا بُد أن أصل للحكم حتى أدعو الناس!

فإذا وصل إلى الحكم مشى مشية من قبله، وصار همه كيف يحافظ على كرسي الحكم ويستمر في الجلوس عليه هو وجماعته! 

وكأن الدعوة في النهاية هي الوصول إلى كرسي الحكم!

وسبحان الله … حاولت قريش صرف الرسول صلى الله عليه وسلم عن دعوته فقال ” ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تشعلوا لي منها شعلة “، يعني الشمس *.

فيا لله أين العقول؟!

واليوم … يقتلون الناس … ويدمرون الممتلكات …. ويؤذون الناس باسم الدعوة والدين ….

يا أخي .. إن سيد الأنبياء والمرسلين واجه أشد كفراً من الكافرين اليوم … آذوا الرسول صلى الله عليه وسلم وآذوا المؤمنين ومع ذلك صلى الله عليه وسلم لم يفعل ما فعله هؤلاء في دعوتهم …

 فأين هؤلاء عن سبيل الأنبياء؟!

أخرج ابن عساكر من طريق أبي يعلى وغيره بسنده إلى عقيل بن أبي طالب ، قَالَ : جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالُوا : يَا أَبَا طَالِبٍ ، إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يُؤْذِينَا فِي نَادِينَا ، وَفِي مَسْجِدِنَا , فَانْهَهُ عَنْ أَذَانَا ،

فَقَالَ : يَا عَقِيلُ ! ائْتِنِي بِمُحَمَّدٍ ، فَذَهَبْتُ فَأَتَيْتُهُ بِهِ ،

فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ! إِنَّ بَنِي عَمِّكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ , فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ

قَالَ : فَحَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ ،

فَقَالَ : ” أَتَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ ؟ ” قَالُوا : نَعَمْ .

قَالَ : ” مَا أَنَا بِأَقْدَرَ عَلَى أَنْ أَدَعَ لَكُمْ ذَلِكَ ، مِنْ أَنْ تُشْعِلُوا مِنْهَا شُعْلَةً ” ،

قَالَ : فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ : ” مَا كَذَبَنَا ابْنُ أَخِي ، فَارْجِعُوا ” .  سلسلة الأحاديث الصحيحة وحكم بحسنه تحت رقم (92). ” اه

Visits: 102