أيها المسرع في صلاتك إلى أين

Home / الفقه / أيها المسرع في صلاتك إلى أين
أيها المسرع في صلاتك إلى أين
أيها المسرع في صلاتك إلى أين ؟! تذكر من تقف بين يديه ، وأحسن في صلاتك له ، فإنها أول ما ستحاسب عليه . 

قال تعالى  : ” وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا “ [ الْفُرْقَانِ ] 

قال شيخ الاسلام رحمه الله  : ” فَأَخْبَرَ أَنَّ عِبَادَ الرَّحْمَنِ هُمْ هَؤُلَاءِ ، فَإِذَا كَانَ مَأْمُورًا بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ فِي الْأَفْعَالِ الْعَادِيَّةِ الَّتِي هِيَ مِنْ جِنْسِ الْحَرَكَةِ ، فَكَيْفَ الْأَفْعَالُ الْعِبَادِيَّةُ ؟ 
ثُمَّ كَيْفَ بِمَا هُوَ فِيهَا مَنْ جِنْسِ السُّكُونِ كَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ؟ 
فَإِنَّ هَذِهِ الْأَدِلَّةَ تَقْتَضِي السَّكِينَةَ فِي الِانْتِقَالِ كَالرَّفْعِ وَالْخَفْضِ وَالنُّهُوضِ وَالِانْحِطَاطِ ، وَأَمَّا نَفْسُ الْأَفْعَالِ الَّتِي هِيَ الْمَقْصُودُ بِالِانْتِقَالِ كَالرُّكُوعِ نَفْسِهِ وَالسُّجُودِ نَفْسِهِ وَالْقِيَامِ وَالْقُعُودِ أَنْفُسِهِمَا ، وَهَذِهِ هِيَ مِنْ نَفْسِهَا سُكُونٌ فَمَنْ لَمْ يَسْكُنْ فِيهَا لَمْ يَأْتِ بِهَا ، وَإِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ أَهْوَى إِلَى الْقُعُودِ وَلَمْ يَأْتِ بِهِ ، كَمَنْ مَدَّ يَدَهُ إِلَى الطَّعَامِ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ أَوْ وَضَعَهُ عَلَى فِيهِ وَلَمْ يَطْعَمْهُ .  ” اه
 

قال بعض السلف رحمهم الله: “الصلاة كجارية تُهدى إلى ملك من الملوك، فما الظنُّ بِمَن يُهْدَى إليه جارية شلاَّء، أو عوراء، أو عمياء، أو مقطوعة اليد والرِّجْل، أو مريضة، أو دميمة، أو قبيحة، حتى يُهدَى إليه جارية ميِّتة بلا رُوح وجارية قبيحة، فكيف بالصلاة التي يُهديها العبد ويتقرَّب بها إلى ربِّه – تعالى؟ 

والله طيِّب لا يقبل إلاَّ طيبًا، وليس من العمل الطيِّب صلاة لا رُوح فيها، كما أنه ليس من العِتق الطيب عِتقُ عبدٍ لا رُوح فيه ” اه مدارج السالكين

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب: “  وكذلك فَوتُ الخشوع في الصلاة، وحضور القلب فيها بين يدي الرب تبارك وتعالى، الذي هو روحها، ولُبُّها، فصلاةٌ بلا خشوعٍ، ولا حضور، كبدنٍ ميِّتٍ لا روح فيه، أفلا يستحي العبد أن يُهدي إلى مخلوقٍ مثله عبداً ميِّتاً، أو جارية ميِّتة؟

فما ظن هذا العبد أن تقع تلك الهدية ممن قصده بها: من ملكٍ، أو أميرٍ، أو غيره، فهكذ الصلاة الخالية من الخشوع، ومن جمع الهمة على الله تعالى فيها، بمنزلة هذا العبد – أو الأمة – الميِّت الذي يريد إهداءه إلى بعض الملوك؛ ولهذا لا يقبلها الله تعالى منه، وإن أسقطت الفرض في أحكام الدنيا، ولا يثيبه عليها؛ فإنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها .. ” اه 

Visits: 47