قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ” لم يكن أكثر تطوع النبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه بكثرة الصوم والصلاة, بل ببر القلوب وطهارتها وسلامتها وقوة تعلقها بالله, خشية له ومحبة وإجلالاً وتعظيماً, ورغبة فيما عنده, وزهداً فيما يفنى “.
قال ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه: ” أنتم أكثر صلاة وصياماً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, وهم كانوا خير منكم. قالوا: ولِمَ؟ قال: كانوا أزهد منكم في الدنيا, وأرغب في الآخرة ” .
وقال بكر المزني: ما سبقهم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة, ولكن بشيء وقر في صدره.
قال بعض العلماء المتقدمين: ” الذي وقر في صدره هو حب الله, والنصيحة لخلقه “
وسئلت فاطمة بنت عبدالملك زوجة عمر بن عبد العزيز بعد وفاته عن عمله,
فقالت: ” والله ما كان بأكثر الناس صلاة ولا بأكثرهم صياماً, ولكن ما رأيت أحداً أخوف لله من عمر, لقد كان يذكر الله في فراشه فينتفض انتفاض العصفور من شدة الخوف حتى نقول: ليصبحن الناس ولا خليفة لهم “
قال بعض السلف: ” ما بلغ من بلغ عندنا بكثرة صلاة ولا صيام, ولكن بسخاوة النفوس وسلامة الصدور, والنصح للأمة, وزاد بعضهم: واحتقار أنفسهم” .
فمن كان بالله أعرف, وله أخوف, وفيما عنده أرغب, فهو أفضل ممن دونه في ذلك, وإن كثر صومه وصلاته. ” اه
Visits: 143