القول الصواب في حديث: نُصِرْتُ بالشباب

Home / الحديث / القول الصواب في حديث: نُصِرْتُ بالشباب
القول الصواب في حديث: نُصِرْتُ بالشباب
حديث اشتهر ذكره على الألسنة، وتكاثر وروده في المنتديات الشبابية على الشبكة العنكبوتية، وروجته القنوات الفضائية صباح مساء، بل جعلته إحدى المنظمات الشبابية العالمية شعاراً لحملة عالمية لجذب الشباب المسلم إليها! وتداوله العوام حتى يخيل إلى السامع أنه متواتر.
وهذا حديث باطل لا أصل له؛ فلا يوجد له إسناد صحيح، ولا ضعيف، ولا موضوع.
وإنما ورد ذكره بألفاظ مختلفة في كتب بعض التفسير و الأدب:
ذكره إسماعيل حقي الإستانبولي الحنفي الخلوتي الصوفي في «تفسيره» فقال: «وقد أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً حيث قال: «أوصيكم بالشبان خيراً؛ فإنهم أرق أفئدة، ألا و أن الله بعثني شاهداً ومبشراً ونذيراً، فخالفني الشبان، وخالفني الشيوخ».
وذكره الثعالبي في «اللطائف والطرائف» (ص250)؛ فقال: «في الحديث المرفوع: «أوصيكم بالشبان خيراً؛ فإنهم أرق أفئدة، إن الله بعثني بشيراً و نذيراً، فحالفني الشبان، وخالفني الشيوخ».
والحديث إنما روج له الروافض؛ فهو في كتبهم حيث أورده فريد مرتضى في كتاب: «روايات من مدرسة آل البيت» (1/349) بلفظ:” أوصيكم بالشبان خيراً، فإنهم أرق أفئدة، وإن الله بعثني بشيراً ونذيراً؛ فحالفني الشبان، وخالفني الشيوخ» ثم قرأ: ﴿فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ [الحديد: 16].
وقصد الروافض خبيث حيث يريدون لمز الشيخين: أبي بكر و عمر -رضي الله عنهما- وتعظيم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
فينبغي لأهل السنه الحذر من ترويج هذا الحديث ونشره حتى لا يكون مدخلا للروافض في طعنهم في الشيخيين أبي بكر وعمر .                ولامدخلا للحزبيين في طعنهم في العلماء الكبار.
وقد ذكر هذا الحديث بعض الدعاة في الفضائيات وغيرها ومع أنهم لم يصرحوا بنسبة هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لكن هذا جعل الحديث مستقراً في أذهان المستمعين والمشاهدين.
وبالجملة، فالحديث لا أصل له سنداً ولا متناً.
وقد سُأل الإمام الألباني-رحمه الله- عن هذا الحديث حيث كان يُسمع كثيراً من أعضاء حزب الإخوان المسلمين ، فقال -رحمه الله- لي: «هذا الحديث لا أصل له، بل هو من وضع الشباب».
يشير -رحمه الله- إلى أن الشباب الحزبي الحركي أمثال حزب الإخوان المسلمين وإخوانهم هم الذين نشروه وروّجوه بين شباب أهل السنة والجماعة، ليجذبوا الشباب إلى صفوف حركاتهم، وينضموا إلى أحزابهم.
وتداول شباب حزب الاخوان المسلمين لهذا الحديث يدل من وجوه عديدة على تأثرهم بكتب الروافض وفكرهم.
قال الإمام الوادعي رحمه الله: في كتاب” التاج المكلل :
هذا الحديث ” نصرني الشباب، وخذلني الشيوخ“: (هو من أحاديث الإخوان المسلمين).

Visits: 23100