بسم الله الرحمن الرحيم
من دعائه عليه الصلاة والسلام : ” اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجدُّ “.
فبيَّن في هذا الدعاء أصلين عظيمين:
أحدهما: توحيد الربوبية وهو أن لا معطي لما منع الله ولا مانع لما أعطاه ولا يتوكل إلا عليه ولا يسأل إلا هو.
يقول الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد ص 59:
“سبق العلم بنبوة موسى وإيمان آسية ، فسيق تابوته إلى بيتها ،
فجاء طفلٌ منفردٌ عن أمّ ، إلى امرأة خاليةٍ عن ولدٍ !
فلله كم في هذه القصة من عبرة !
كم ذبح فرعون في طلب موسى من ولد !
ولسان القدر يقول : لا نربّيه إلا في حجرك !! ” انتهى
الثاني: توحيد الإلهية وهو بيان ما ينفع وما لا ينفع وأنه ليس كل من أعطي مالا أو دنيا أو رئاسة كان ذلك نافعا له عند الله منجيا له من عذابه ، فإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب . ولذا قال : ” ولا ينفع ذا الجَّدِ منك الجَّدُ “ .
والجدُّ : هو الغنى وهو العظمة وهو المال.
فبيَّن صلى الله عليه وسلم: أنه من كان له في الدنيا رئاسة ومال لم ينجه ذلك ولم يخلصه من الله، وإنما ينجيه من عذابه إيمانه وتقواه واخلاص العبادة لمولاه
قال الامام ابن القيم في نفس الكتاب ص 170 :
“إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله ، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله ، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله ، وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العز والرفعة ؛ فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه ؛ تنال بذلك غاية العز والرفعة “. اه
والحمد لله رب العالمين .
Visits: 19102