قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
“ها هنا نكتةٌ دقيقةٌ وهي أنَّ الإنسان قد يَذمُّ نفسه بين النّاس يُريد بذلك أن يُريَ أنَه متواضعٌ عندَ نفسهِ ، فيرتفع بذلك عندهم ويمدحونه وهذا من دقائق أبواب الرّياءِ قد نبَّهَ عليه السّلَفُ الصّالح.
قال مطرفٌ بن عبد الله بن الشّخير:”كفى بالنّفسِ إطراءً أن تذُمَّهَا على المَلَأ،كأّنّك تريدُ بذمِّها زَينَتَها وذلك عند الله سَفَهٌ“.
قال الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله معلقا: ” هذه مصيبةٌ، هذه مخادعةُ ومُغالطةٌ إذا انطلت على النّاس أين تذهب من الله تبارك وتعالى الذي يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصّدور ، والذي يحول بين المَرءِ وقلبهِ ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 24]
هذه مخادعةٌ يكون يتظاهر بالتّواضع وهو في الحقيقة يُريد المدح عليه مُخادعة ، يُريد أن يُقبل النّاس إليه ويريد أن يمدحه النّاس وهو يتظاهر بعدم حبِّ المدح من المُغالطة فيكون مثل قول القائل:
سأطلُبُ بُعدَ الدَّارِ عَنكُمُ لِتَقرُبوا وتَسكبُ عيناي الدُّمُوعَ لِتَجمُدَ
” اه مستفاد من شرح حديث ما ذئبان جائعان – الدرس الرابع
Visits: 118