بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ” مَا هَمَمْتُ بِقَبِيحٍ مِمَّا يَهُمُّ بِهِ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إلا مَرَّتَيْنِ ، عَصَمَنِي اللَّهُ فِيهِمَا ، قُلْتُ لَيْلَةً لِفَتًى مِنْ قُرَيْشٍ : أَبْصِرْ لِي غَنَمِي حَتَّى أَسْمُرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِمَكَّةَ كَمَا تَسْمُرُ الْفِتْيَانُ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ أَدْنَى دَارٍ مِنْ دُورِ مَكَّةَ ، فَسَمِعْتُ غِنَاءً وَصَوْتَ دُفُوفٍ وَمَزَامِيرَ ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : فُلَانٌ تَزَوَّجَ ، فَلَهَوْتُ بِذَلِكَ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي ، فَنِمْتُ ، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ ، فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي ، ثُمَّ فَعَلْتُ لَيْلَةً أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ ، فَوَاللَّهِ مَا هَمَمْتُ بَعْدَهَا بِسُوءٍ مِمَّا يَعْمَلُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ ، حَتَّى أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِنُبُوَّتَهِ “. رواه ابن اسحاق في السيرة
ورواه ابن الأثير، والحاكم عن علي ابن أبي طالب، وقال عنه صحيح على شرط مسلم، و رواه الطبراني من حديث عمار بن ياسر.
قال الامام الالباني رحمه الله في كتابه “الدفاع عن النبوي والسيرة والرد على جهالات البوطي ” ص8 “هذا الحديث ضعيف، واغترار الدكتور – البوطي – بتصحيح الحاكم له على شرط مسلم مما يدل على أنه لا علم عنده بتساهل الحاكم في التصحيح في كتابه – المستدرك) – كما هو معلوم لدى المشتغلين بـهذا العلم الشريف، و كتب المصطلح طافحة بالتنبيه على ذلك قال السيوطي في ألفيته:
و كم بـه تسـاهـل حـتى ورد فـيه منـاكر و موضـوع يرد
ولذلك و ضع عليه الحافظ الذهبي كتابه – التلخيص – و تعقبه في مئات الأحاديث الموضوعة التي رواها الحاكم في – المستدرك -، على أنه يشايعه أحياناً على تصحيح بعض الأحاديث و يكون قد نص في بعض كتبه الأخرى على ضعفها.
ولهذا الإسناد علتان شرحتهما في – تخريج فقه السيرة للغزالي – ونقلت هناك عن الحافظ ابن كثير أنه قال: ” هذا حديث غريب جداً، و قد يكون عن علي نفسه يعني موقوفاً عليه “،
وأما حديث الطبراني عن عمار ففيه جماعة لا يعرفون كما قال الهيثمي في ((المجمع))، و ذكرته في ((التخريج)) المذكور والدكتور عافانا الله تعالى و إياه، قد وقف عليه، و منه لخص تخريجه للحديث إلا قوله: ((رواه ابن الأثير)) فهو من عنده و يعني من تاريخه، وأنا – الالباني- أترفع عن مثل هذا العزو، لأنه ليس من شيمة المحققين الاعتماد على الأخبار المرسلة و المعضلة التي ترسل إرسالاً بدون إسناد، لا سيما إذا كان مثل هذا الحديث الذي لا يتفق مع كمالهعليه الصلاة والسلام وعصمته، على الرغم مما وجهه به حضرة الدكتور (ص 39 – 40) و تأوله به، فإن التأويل فرع التصحيح، و نحن بحاجة أن نسد بعض الثغرات التي ينفذ منها المغرضون على اختلاف مذاهبهم بالنقد العلمي الحديثي الصحيح، فإذا لم يصح الحديث فلا مبرر حينئذ للتأويل اتفاقاً.” انتهى
Visits: 3061