قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :” وهذا موضع الحكاية المشهورة عن الشيخ أبي جعفر الهمداني مع الجويني (من رؤوس الأشاعرة ) لما أخذ يقول على المنبر : “ كان الله ولا عرش “،
فقال الهمداني : ( يا أستاذ دعنا من ذكر العرش – يعني : لأن ذلك إنما جاء في السمع –
أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا فإنه ما قال أحد قط – يا الله – إلا وجد من قلبه ضرورة تطلب العلو لا تلتفت يمنة ولا يسرة فكيف ندفع هذه الضرورة عن قلوبنا؟
قال: فلطم الجويني على رأسه وقال : (حيرني الهمداني حيرني الهمداني) ونزل”. “مجموع الفتاوى” ( 4/44).
وهكذا كل من خاض في الفلسفة وعلم الكلام فرد النصوص الصحيحة الصريحة بعقله وقع في شباك الحيرة والتناقض ولا بد
فهذا الرازي الأشعري أيضا له تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تورث الحيرة كما قال الحافظ ابن حجر
وقد نظم هذه بعض الأبيات في وصف حال أهل الكلام بعد أن عرف حقيقة ما هم عليه:
نهايــــة إقــــــدام العقـــول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضـــلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وحاصل دنيانــــــا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وحاصل دنيانــــــا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
فهذا رسالة إلى كل معتزلي أو أشعري ومن شابههم ممن وقع في مستنقعات علم الكلام والمنطق وتلطخ بأوحاله
لعله يتعظ فيرجع عن هذا المسلك الرديء الذي أورث الأمة انحرافا في العقيدة إلا من رحم ربي ، والله الموفق والهادي للحق بإذنه .
والحمد لله رب العالمين .
Visits: 1244