شريعة الإسلام ومعرفتها ليست موقوفة على شيء يتعلم من غير المسلمين‎

Home / العقيدة والمنهج / شريعة الإسلام ومعرفتها ليست موقوفة على شيء يتعلم من غير المسلمين‎
شريعة الإسلام ومعرفتها ليست موقوفة على شيء يتعلم من غير المسلمين‎
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (( الرد على المنطقيين )) ( صفحة 258 ) :
(( فنحن قد بينا أن شريعة الإسلام و معرفتها ليست موقوفة على شيء يتعلم من غير المسلمين أصلاً ، و إن كان طريقاً صحيحاً ، بل طريق الجبر و المقابلة فيها تطويل يغني الله عنه بغيره ، كما ذكرنا في المنطق ، و هكذا كل ما بعث به الرسول صلى الله عليه و سلم ، مثل العلم بجهة القبلة ، و العلم بمواقيت الصلاة ، و العلم بطلوع الفجر ، و العلم بالهلال ، فكل هذا يمكن العلم به بالطرق المعروفة التي كان الصحابة و التابعون لهم بإحسان يسلكونـها ، و لا يحتاج معها إلى شيء آخر ، و إن كان كثيراً من الناس قد أحدثوا طرقاً أخر ، و كثير منهم يظن أنه لا يمكن المعرفة بالشريعة إلا بـها ، و هذا من جهلهم)) .
و قال صديق حسن خان في (( الروضة الندية )) ( التعليقات الرضية ، ص 232 ، 233 ) :
(( فمن ظن أن شيئاً من علم الشريعة محتاج إلى علم النجوم المصطلح عليه ؛ فهو إما جاهل لا يدري بالشريعة ، أو مغالط قد مالت نفسه إلى ما نـهى عنه الشارع ، و أراد أن يدفع عن نفسه القالة ، فاعتل بأنه لم يتعلق بمعرفة ذلك إلا لكونه قد تعلقت به معرفة أوقات الصلوات ، و كثيراً من نسمعه – من المشتغلين بذلك – يُدلي بـهذه الحجة الباطلة ، فيصدقه من لم يثبت قدمه في علم الشريعة المطهرة )) .
ثم قال رحمه الله :
(( و حاصل الكلام : أن هذه تكاليف موجهة ، كلف الله – تعالى – بـها عباده ، و عيَّن أوقاتـها تعييناً يعرفه العالم و الجاهل ، و القروي و البدوي ، و الحُر و العبد ، و الذكر و الأنثى على حد سواء ، اشترك فيه كل هؤلاء ، لا يحتاج معه إلى شيء آخر )) .
وقد سئلت اللجنة الدائمة عن تحديد أوقات الصلاة بالحسابات الفلكية فأجابت بعد سرد الأحاديث الواردة في الباب بقولها :  
((……. ولم ينط ذلك – تحديد أوقات الصلاة –  بسير النجوم ولا بقول علماء الفلك فضلاً من الله تعالى وإحساناً ودفعاً للحرج عن المكلفين من عباده .
وعلى هذا فالطريق الفطري السهل هو التعويل في معرفة أوقات الصلوات على ما نبه عليه الشرع من الأمارات الكونية التي تقدم بيانها لكونه عاماً يعرفه الحضري والبدوي من متعلم وغير متعلم .
أما معرفة الأوقات عن طريق حساب سير النجوم فمع كونه تقريبياً لا يتيسر لكل أحد .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم )) .
و جاء في فتاوى اللجنة الدائمة برقم ( 7373 ) :
(( لا عبرة في تحديد أوقات الصلوات بالتقسيم الفلكي وإنما العبرة في دخول وقت الفجر بظهور ضوء مستعرض الأفق شرقاً إذا اتضح وتميز. وينتهي وقته بطلوع الشمس، ويبدأ وقت المغرب بغروب قرص الشمس ولا عبرة في ذلك ببقاء الضوء بعد غروب قرصها، ويبدأ وقت العشاء بمغيب الشفق الأحمر الذي يظهر بعد غروب الشمس إذا اتضح ذلك وتميز )) .

Visits: 45