بسم الله الرحمن الرحيم
يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ ” .
وفي أحاديث أخرى : ” وصفدت الشياطين ” ، “صفدت الشياطين مردة الجن ” ، ” وتغل فيه الشياطين ” ، وتغل فيه مردة الشياطين“ ، “وتصفد فيه مردة الشياطين ” ، ” صفدت الشياطين ومردة الجن ” .
الأَصْفاد قيل هي الأَغلال وقيل القيود واحدها صَفَد ، يقال صَفَدْتُه بالحديد ، وقيل الصَّفَد القيد وجمعها أَصفاد ، والصِّفادُ ما يُوثَقُ به الأَسير من قِدٍّ وقَيْدٍ وغُلٍّ .. صُفِّدَت الشياطين يعني شُدَّت وأُوثِقَت بالأَغْلال .
الأَصْفاد قيل هي الأَغلال وقيل القيود واحدها صَفَد ، يقال صَفَدْتُه بالحديد ، وقيل الصَّفَد القيد وجمعها أَصفاد ، والصِّفادُ ما يُوثَقُ به الأَسير من قِدٍّ وقَيْدٍ وغُلٍّ .. صُفِّدَت الشياطين يعني شُدَّت وأُوثِقَت بالأَغْلال .
يقول سبحانه وتعالى في سورة ص : وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38)
سئل العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: كيف يمكن التوفيق بين تصفيد الشياطين في رمضان ووقوع المعاصي من الناس؟
فأجاب قوله: ” المعاصي التي تقع في رمضان لا تنافي ما ثبت من أن الشياطين تصفد في رمضان، لأن تصفيدها لا يمنع من حركتها، ولذلك جاء في الحديث: «تصفد فيه الشياطين، فلا يخلصون إلى ما يخلصون إليه في غيره» وليس المراد أن الشياطين لا تتحرك أبداً، بل هي تتحرك، وتضل من تضل، ولكن عملها في رمضان ليس كعملها في غيره “. مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين
وقال بعض أهل العلم: إن المُصَفّد هم بعض الشياطين، وهم المردة، ذكره القرطبي وغيره.
قال الحافظ ابن حجر نقلا عن الحليمي : ” يحتمل أن يكون المراد أن الشياطين لا يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليه في غيره لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وبقراءة القرآن والذكر ،
وقال غيره – أي غير الحليمي – المراد بالشياطين بعضهم وهم المردة منهم …. وقوله صفدت … أي شدت بالأصفاد وهي الأغلال وهو بمعنى سلسلت ....
قال القاضي عياض: يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين ، ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل اغواؤهم فيصيرون كالمصفدين ، ويؤيد هذا الاحتمال الثاني قوله في رواية يونس عن بن شهاب عند مسلم : ” فتحت أبواب الرحمة” ، ويحتمل أن يكون …. تصفيد الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات .
قال الزين بن المنير : والأول أوجه ولا ضرورة تدعو إلى صرف اللفظ عن ظاهره ” فتح الباري 4/114
والله أعلم والحمد لله رب العالمين
Visits: 446