كيف ينتصر من هو مهزومٌ أمام نفسه

Home / العقيدة والمنهج / كيف ينتصر من هو مهزومٌ أمام نفسه
كيف ينتصر من هو مهزومٌ أمام نفسه
إن من أصعب أنواع الجهاد وأشقها على العبد أن يخضع نفسه لطاعة الله جل جلاله، ويبعدها عن الشهوات المحرمة، فهذا الجهاد دائم ومستمر مع العبد، لا ينفك عنه ما دام أن نفسه بين جنبيه ،قال صلى الله عليه وسلم: الْمُجَاهِدُ من جَاهَدَ نَفْسَهُ في طَاعَةِ اللَّهِ عز وجل“. رواه الإمام أحمد في المسند وصححه الألباني في الصحيحة(549)
قال العلامة ابن عثيمين –رحمه الله-:”فأما مجاهدة الإنسان نفسه فإنها من أشق الأشياء، ولا تتم مجاهدة الغير إلا بمجاهدة النفس أولاً، ومجاهدة النفس تكون بأن يجاهد الإنسان نفسه على شيئين: على فعل الطاعات، وعلى ترك المعاصي؛ لأن فعل الطاعات ثقيل على النفس إلا من خففه الله عليه، وترك المعاصي كذلك ثقيل على النفس إلا من خففه الله عليه، فتحتاج النفس إلى مجاهدة لا سيما مع قلة الرغبة في الخير فإن الإنسان يعاني من نفسه معاناةً شديدة ليحملها على فعل الخير”.
ويقول الإمام ابن القيم –رحمه الله– :”جهاد النفس مقدم على جهاد العدو في الخارج وأصلا له، فإنه ما لم يجاهد نفسه أولا لتفعل ما أمرت به وتترك ما نهيت عنه ويحاربها في الله لم يمكنه جهاد عدوه في الخارجفكيف يمكنه جهاد عدوه والانتصار منه، وعدوه الذي بين جنبيه قاهر له متسلط عليه! لم يجاهده! ولم يحاربه في الله! بل لا يمكنه الخروج إلى عدوه حتى يجاهد نفسه على الخروج”. زاد المعاد (3/6)
وقال أيضا –رحمه الله- :” سمعت شيخنا –أي ابن تيمية(رحمه الله) -يقول: جهاد النفس والهوى أصل جهاد الكفار والمنافقين ،فإنه لا يقدر على جهادهم حتى يجاهد نفسه وهواه أولا“. روضة المحبين( ص487)
يقول الفضيل بن عياض-رحمه الله- :”من استحوذ عليه الهوى واتباع الشهوات، انقطعت عنه موارد التوفيق” .روضة المحبين(ص479)

يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله-:وأما جهاد الشيطان فمرتبتان:
الاولى:جهاده على دفع ما يلقي إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان.
الثانية :جهاده على دفع ما يلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهواتفالجهاد الأول يكون بعده اليقين والثاني يكون بعده الصبر قال تعالى:(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) فأخبر سبحانه وتعالى أن إمامة الدين إنما تنال بالصبر واليقين، فالصبر يدفع الشهوات والإرادات الفاسدة، واليقين يدفع الشكوك والشبهات”. زاد المعاد(3/10) 

عجبًا من خلفٍ أضاعوا الصلوات إما جحودا وإما كسلا وإما نقرًا واتبعوا الشهوات من سماع المحرمات وانتهاك الحرمات وتضييع الواجبات بشتى أنواع الملهيات ثم يطلبون النصر من رب الارض والسماوات !
هيهات هيهات !
قال تعالى : ” فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا 
اذا ما الحل وما العمل ؟
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا 
فعليكم يا عباد الله بالتوبة والرجوع الى دينكم بامتثال المأمورات واجتناب المحظورات واتباع سنة رسول رب البريات عليه أفضل الصلاة والسلام . 

Visits: 402