لا تستعجل في المستجدات والنوازل ! بل رُدَّ الأمر الى علماء السنة الأفاضل

Home / التفسير / لا تستعجل في المستجدات والنوازل ! بل رُدَّ الأمر الى علماء السنة الأفاضل
لا تستعجل في المستجدات والنوازل ! بل رُدَّ الأمر الى علماء السنة الأفاضل
قال الله تعالى : ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا))(النّساء 83)
قال العلامة عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله:  ” هذا تأديب من الله لعباده ، عن فعلهم هذا ، غير اللائق .( أي إذاعة الأخبار) وأنه ينبغي لهم ، إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة ، والمصالح العامة ، ما يتعلق بالأمن ، وسرور المؤمنين ، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم ، أن يتثبتوا ، ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر .
بل يردونه إلى الرسول ، وإلى أولي الأمر منهم ، أهل الرأي ، والعلم والنصح ، والعقل ، والرزانة ، الذين يعرفون الأمور ، ويعرفون المصالح وضدها .
فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين ، وسرورا لهم ، وتحرزا من أعدائهم ، فعلوا ذلك . وإن رأوا ليس فيه مصلحة ، أو فيه مصلحة ، ولكن مضرته تزيد على مصلحته ، لم يذيعوه .
ولهذا قال : ((لعلمه الذين يستنبطونه منهم)) أي : يستخرجونه بفكرهم (بفقههم) وآرائهم السديدة (الموافقة لقواعد الشرع) ، وعلومهم الرشيدة (الكتاب والسنة ).
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية ، وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ، ينبغي أن يولي من هو أهل لذلك ، ويجعل إلى أهله ، ولا يتقدم بين أيديهم ، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ .
وفيه النهي عن العجلة والتسرع ، لنشر الأمور ، من حين سماعها .  والأمر بالتأمل قبل الكلام ، والنظر فيه ، هل هو مصلحة ، فيقدم عليه الإنسان ، أم لا ؟ فيحجم عنه ؟
ثم قال تعالى : ((ولولا فضل الله عليكم ورحمته)) أي : في توفيقكم ، وتأديبكم ، وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون . ((لاتبعتم الشيطان إلا قليلا)) لأن الإنسان بطبعه ، ظالم جاهل ، فلا تأمره نفسه إلا بالشر .
فإذا لجأ إلى ربه ، واعتصم به ، واجتهد في ذلك ، لطف به ربه ، ووفقه لكل خير ، وعصمه من الشيطان الرجيم .” اهـ

Visits: 28