ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله

Home / الحديث / ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله
ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله
روى الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يدعون له الولد، ثم يعافيهم ويرزقهم ” اه
قال  العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى  “: هذا الصبر الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله , لا مثيل له من الصبر , فهو صبر في كمال قوة , عظيم القدرة والبطش , في مقابلة غاية الإساءة والأذية من الخلق, الذين نواصيهم بيد الله ,وليس لهم خروج عن قدرته , وأقواتهم وأرزاقهم وجميع ضروراتهم وحاجاتهم متعلقة بالله ,ليس لشيء منها حصول إلا من جوده وخزائنه,
ومع ذلك فهو يعافيهم ويرزقهم , ولا يقطع عنهم برَّ في جميع اللحظات , ومع ذلك يفتح لهم أبواب التوبة , ويسهل لهم طريقها , ويدعوهم إليها , ويخبرهم أنهم إن تابوا محا عنهم الخطايا العظيمة , وأدرَّ عليهم النعم الجسيمة , فسبحان الحليم الصبور ” اه
ولم يختلف أهل السنة والجماعة في إثبات هذه الصفة لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته.

وقال  الامام ابن القيم رحمه الله :

 التفاوت الذي بين صبره سبحانه وصبرهم كالتفاوت الذي بين حياته وحياتهم، وعلمه وعلمهم، وسمعه وأسماعهم، وكذا سائر صفاته، أما الصبر، فقد أطلقه عليه أعرف الخلق به وأعظمهم تنزيهاً له بصيغة المبالغة – ثم ذكر الحديث المذكور أعلاه – “.
 
قال الامام الخطابي رحمه الله : ” معنى الصبور في صفة الله سبحانه قريب من معنى الحليم؛ إلا أن الفرق بين الأمرين أنهم لا يأمنون العقوبة في صفة الصبور كما يسلمون منها في صفة الحليم، والله أعلم بالصواب ” اه شأن الدعاء

Visits: 1200