من الذي أمر وحشيّ بقتل حمزة رضي الله عنهما

Home / الحديث / من الذي أمر وحشيّ بقتل حمزة رضي الله عنهما
من الذي أمر وحشيّ بقتل حمزة رضي الله عنهما
الجواب في صحيح الامام البخاري :
عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار، فلما قدمنا حمص، قال لي عبيد الله بن عدي :  هل لك في وحشي، نسأله عن قتله حمزة ؟ قُلْت : نعم، وكان وحشي يسكن حمص، فسألنا عنه، فقيل لنا : هو ذاك في ظل قصره، كأنه حميت، قال : فجئنا حتى وقفنا عليه يسيرا، فسلمنا فرد السلام، قال : عبيد الله معتجر بعمامته، ما يرى وحشي إلا عينيه ورجلٌيه . فقال عبيد الله : يا وحشي أتعرفني ؟ قال : فنظر إليه ثم قال : لا والله، إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص، فولدت له غلاما بمكة، فكنتُ أسترضع له، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه، فلكأني نظرت إلى قدميك،
قال : فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال : ألا تخبرنا بقتل حمزة ؟
قال : نعم، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر،
فقال لي مولاي 
جبير بن مطعم إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر !
قال : فلما أن خرج الناس عام عينين، وعينين جبل بحيال أُحُدٍ، بينه وبينه واد، خرجت مع الناس إلى القتال، فلما أن اصطفوا للقتال، خرج سباع فقال : هل من مبارز، قال : فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فقال : يا سباع، با ابن أم أنمار مقطعة البظور، أتحاد الله ورسوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟
 قال : ثم أشد عليه، فكان كأمس الذاهب، قال : وكمنت لحمزة تحت صخرة، فلما دنا مني رميته بحربتي، فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه، قال : فكان ذاك العهد به، فلما رجع الناس رجعت معهم، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام، ثم خرجت إلى الطائف، فأرسلوا إلى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رسولا، فقيل لي : إنه لا يهيج الرسل، قال : فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلما رآني قال : ( آنت وحشي ) . قُلْت : نعم، قال : ( أنت قتلت حمزة ) . قُلْت : قد كان من الأمر ما بلغك، قال : ( فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني ) .
قال : فخرجت، فلما قبض رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرج مسيلمة الكذاب، قُلْت لأخرجن إلى مسيلمة، لعلي أقتله فأكافئ به حمزة. قال : فخرجت مع الناس، فكان من أمره ما كان، قال : فإذا رجلٌ قائم في ثلمة جدار، كأنه جمل أورق، ثائر الرأس، قال : فرميته بحربتي، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال : ووثب إليه رجلٌ من الأنصار فضربه بالسيف على هامته .
 قال : قال عبد الله بن الفضل : فأخبرني سليمان بن يسار : أنه سمع عبد الله ابن عمر يقول : فقالتْ جارية على ظهر بيت، وا أمير المؤمنين، قتله العبد الأسود .
قال الحافظ ابن حجر :
وفيه -أي الحديث السابق- المرء يكره أن يرى من أوصل إلى قريبه أو صديقه أذى، ولا يلزم من ذلك وقوع الهجرة المنهية بينهما.
وفيه: أن الإسلام يهدم ما قبله. انتهى.
وروى ابن اسحاق ان وحشيّ رضي الله عنه كان يقول: ” قتلت بحربتي خير الناس وشر الناس. ” . والله أعلم  
 ومن حكم الله البالغة ما رواه الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال :” يَضحَكُ اللهُ إلى رجُلَينِ. يَقتُلُ أحدُهما الآخَرَ. كلاهما يدخُلُ الجنَّةَ”  فقالوا: كيفَ ؟ يا رسولَ اللهِ !
قال: ” يُقاتِلُ هذا في سبيلِ اللهِ عزَّ وجَلَّ فيُستَشهَدُ. ثم يَتوبُ اللهُ على القاتِلِ فيُسلِمُ. فيُقاتِلُ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجَلَّ فيُستَشهَدُ ” ورواه البخاري وغيره .
أما بالنسبة للحديث الذي رواه الامام أحمد في مسنده وقد جاء فيه :” فنظروا فإذا حمزة قَد بُقِرَ بطنُه ، و أخذت هندُ كبده فَلاَكَتْهَا ، فلم تستطع أن تمضغها ” فلم يثبت وقد ضعفه الالباني في “ تعليقه على فقه السّيرة ” .
قال ابن كثير: ” تفرّد به أحمد ، وهذا إسنادٌ فيه ضعف من جهة عطاء بن السائب ”
الخلاصة : لم يثبت ان هند بنت عتبة رضي الله عنها أمرت وحشي رضي الله عنه بقتل حمزة رضي الله عنه ولا انها امرته ببقر بطن حمزة ثم أكلت من كبده .

بل ان الذي امر وحشي بن حرب رضي الله عنه بقتل حمزة رضي الله عنه هو مولاه جبير بن مطعم بن عدي ثأرا لعمه طعيمة بن عدي الذي قتله حمزة –اسد الله- في بدر وليست هند بنت عتبة رضي الله عنها كما يعتقد كثير من الناس وكما يصوره لهم دعاة البدع من الروافض وغيرهم في فلم الرسالة المليىء بالطَّوام . 

Visits: 13147