النكبة الحقيقة هي تَنَكُّبُ الصراط المستقيم ، وموافقة أصحاب الجحيم

Home / الرئيسية / النكبة الحقيقة هي تَنَكُّبُ الصراط المستقيم ، وموافقة أصحاب الجحيم
النكبة الحقيقة هي تَنَكُّبُ الصراط المستقيم ، وموافقة أصحاب الجحيم
بسم الله الرحمن الرحيم 

قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه  : “ لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به ،وإني لأخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ  “…
مستمسكا رضي الله عنه بحديث رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : ( لا نُورَثُ ، ما تركنا صدقةٌ ) دون أن تستجرينَّه العواطف ، وهو من أرق الناس قلوبا ومن أشد الناس محبة لآل بيت النبي عليه الصلاة والسلام حتى أنه أقسم على ذلك فقال رضي الله عنه : “ والذي نفسي بيدهِ، لَقرابةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه أحبُّ إليَّ أن أصلَ مِنْ قرابتي….” ولكن الامر دين ، فتابع قائلا : ” ولم أتركْ أمرًا رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصنعُه فيها (أي مما ترك رسولُ اللهِ مما أفاء اللهُ عليه) إلا صنعتُهُ 
رواه البخاري ومسلم

قال الإمام ابن بطة معلقا:« هذا يا إخواني الصديق الأكبر يتخوف على نفسه الزيغ إن هو خالف شيئا من أمر نبيه صلى الله عليه وسلم ، فماذا عسى أن يكون من زمان أضحى أهله يستهزءون بنبيهم وبأوامره ، ويتباهون بمخالفته ، ويسخرون بسنته ؟ نسأل الله عصمة من الزلل ونجاة من سوء العمل »…..

فيا ليت هؤلاء المتدثرون بوحدة المسلمين يعلمون أن الاجتماع الصحيح لا يتحقق بقلب الحقائق ومجانبة الصراط المستقيم، واتباع سنن المشركين وتهوين المحْدَثات في الدين، ومصانعة أرباب البدع والعلمانيّين والقوميّين ومداهنتهم.
بل إن ترك السُّنة وتنكُّب الصراط المستقيم في العقائد والشرائع يوقع تفرقاً وتشرذماً، فاذا آمنوا بالكتاب كله واعتصموا بالسُّنة تحقق الاجتماع والوئام.
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “ وهذا التفريق الذي حصل من الأمةعلمائها ومشائخها، وأمرائها وكبرائها هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها، وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله ، كما قال– تعالى: “وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ ” ، فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء، وإذا تفرّق القوم هلكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب، وجِماع ذلك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” . اه
 
وقال أيضاً ” :متى تركوا الاعتصام بالكتاب والسُّنة فلا بد أن يختلفوا؛ فإن الناس لا يفصل بينهم إلا كتاب منزَّل من السماء، كما قال– تعالى :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ{٢٠١وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّن َالنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون.”

وجاء عند أبي داوود -رحمه الله- كما في السنن عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- يقول:” إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ” رواه أبو داود

 لقد بيَّن -عليه الصلاة والسلام- في هذا الحديث السبيل الوحيد الذي يعيد لِهذه الأمَّة مجدها ورفعتها وعزَّتها وهيبتها في أعين الأمم ألا وهو عودة الناس إلى الدين الحق – إلى ما كان عليه الرسول والصحابة –   : ” ...حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ” . فهذا هو العلاج الناجح والاصلاح النبوي الذي لا يجوز العدول إلى طرق مستورده ومحدثة أورثت الأمة الويلات والفتن .
فإذا ما عاد الناس ورجعوا لدينهم وحكَّموا شرع ربِّهم -سبحانه وتعالى- والتزموا سنَّة النبي -صلى الله عليه وسلَّم- عاد لهم الْمجد والعز والتمكين.
واعلموا أنَّه لا عزَّة لنا إلَّا بالرجوع إلى شرع الله وتوحيده -تبارك وتعالى- ، ولا كرامة لنا إلَّا بتحكيم نصوص الوحيين، ولا رفعة لنا إلَّا بتطبيق ما جاء فيهما من أحكام، والتزام ما جاء فيهما من سنن وآداب .
فمن طلب العزة والكرامة والرفعة والنصر والتمكين من الله -جلَّ وعلا- وهو حائر في البدع والضلالات أو غارق في جمع حطام الدنيا الزائلة  في شهواتها وملذَّاتها أنَّى يستجاب له!! .
والحمد لله رب العالمين 

Visits: 171