من السنة ترك مشاورة أهل البدع وسؤالهم في أمور دينك

Home / العقيدة والمنهج / من السنة ترك مشاورة أهل البدع وسؤالهم في أمور دينك
من السنة ترك مشاورة أهل البدع وسؤالهم في أمور دينك
قال الإمام ابن بطه العُكبري-رحمه الله-: ” وَلَا تُشَاوِرْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ اَلْبِدَعِ فِي دِينِكَ, وَلَا تُرَافِقْهُ فِي سَفَرِكَ وَإِنْ أَمْكَنَكَ أَنْ لَا تُقَارِبَهُ فِي جِوَارِكَ اه الابانة
 
قال العلامة محمد بن هادي : “هذا الجزء من الكلام مهم جدًا ووالله ما كتب ليبقى في الكتب؛ وإنما كتب ليُطبق ولكن الناس في هذا العصر أصبحوا كما يقول بعض مشايخنا يعيشون بالعقل المعيشي، ما هو بالعقل الشرعي؛ معيشته تمشي على هذا خلاص يمشي ولو في ذلك تضييع دينه – ولا حول ولا قوة إلا بالله – فهجرانه للبدع أصل من أصول اعتقاد أهل السنة ويا أسفاه ! ضُيع في هذا الزمان إلا عند من قل – نسأل الله الثبات على الحق والهدى حتى نلقاه – “اه
 
ثم قال حفظه الله : ” يقول المصنف -رحمه الله-: “وَلَا تُشَاوَرْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ اَلْبِدَعِ فِي دِينِكَ” لماذا ؟!  لأنه غير مأمون؛ 
كما قال السلف: “صاحب البدعة لا تأمنه على دينك ولا تشاوره في أمرك“كما نقل عن الفضيل بن عياض: ” صاحب البدعة لا تأمنه على دينك”  فأنت هنا حينما تشاور أحدًا من أهل البدع في دينك تكون قد أمنته ولَّا لأ؟!
 إذا شاورت المبتدع معناه مؤتمن عندك ولَّا لأ؟! لأن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – يقول: (( الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ )) 
فأنت إذا شاورت مبتدعًا فكأنك قد زكيته في أمانته؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم- يقول: (( الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ )) 
فإذا شاورت أحدًا من أهل البدع في دينك فهو عندك مؤتمن، 
والسلف – رحمهم الله – يقولون: ” صاحب البدعة لا تأمنه على دينك” وأنت هنا إذا شاورته فقد أمنته على دينك 
وسواءا كان هذا مع الأفراد أو مع الجماعات لا يجوز لك أن تشاور المبتدع في دينك لأنه غير مأمون على دينك 
فكيف تشاور غير الأمين؟! ” انتهى كلامه
 
ويضاف إلى سبق بيانه أن في مشاورة أهل الأهواء والاتصال بهم لسؤالهم نوع من التوقير والاحترام الذي ينبغي تركه 
حتى لا يغتر صاحب الهوى بنفسه ولا يحذو الجهال حذوك
وما عند أهل السنة من العلم ما يكفى ويشفى لسؤالهم 
لفلا حاجة لسؤال هؤلاء الذين جانبوا السنة وسكلوا طريق الهوى والبدعة  
إلا أن يكون الاتصال بهم لمناصحتهم والانكار عليهم .
قال أبو إسحاق الهمداني: ” من وقَّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ”  
قال الامام الشاطبي في الاعتصام : “فَإِنَّ تَوْقِيرَ صَاحِبِ الْبِدْعَةِ مَظِنَّةٌ لِمَفْسَدَتَيْنِ تَعُودَانِ عَلَىالْإِسْلَامِ بِالْهَدْمِ:
إِحْدَاهُمَاالْتِفَاتُ الْجُهَّالِ وَالْعَامَّةِ إِلَى ذَلِكَ التَّوْقِيرِ، فَيَعْتَقِدُونَ فِي الْمُبْتَدِعِ أَنَّهُ أَفْضَلُ النَّاسِ، وَأَنَّ مَا هُوَ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِمَّا عَلَيْهِ غَيْرُهُ، 
فَيُؤَدِّي ذَلِكَ إِلَى اتِّبَاعِهِ عَلَى بِدْعَتِهِ; دُونَ اتِّبَاعِ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى سُنَّتِهِمْ.
وَالثَّانِيَةُ: أَنَّهُ إِذَا وُقِّرَ مِنْ أَجْلِ بِدْعَتِهِ; صَارَ ذَلِكَ كَالْحَادِي الْمُحَرِّضِ لَهُ عَلَى إِنْشَاءِ الِابْتِدَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، فَتَحْيَا الْبِدَعُ، وَتَمُوتُ السُّنَنُ، وَهُوَ هَدْمُ الْإِسْلَامِ بِعَيْنِهِ. ” اه
والله أعلم والحمد لله رب العالمين 

Visits: 174