هَلَّا بَعَثْتَ فِرَاش : من عمل صالحا فلأنفسهم يَمْهَدُونَ

Home / التفسير / هَلَّا بَعَثْتَ فِرَاش : من عمل صالحا فلأنفسهم يَمْهَدُونَ
هَلَّا بَعَثْتَ فِرَاش : من عمل صالحا فلأنفسهم يَمْهَدُونَ
عن الامام مجاهد بن جبر : ” ( فلأنفسهم يمهدون ) قال : يسوون المضاجع ” اه
 
قال العلامة الألوسي في تفسيره : “ ( يَمْهَدُونَ ) مِنْ مَهَدَ فِرَاشَهُ وَطَّأَهُ، أَيْ يُوَطِّؤُونَ لِأَنْفُسِهِمْ كَمَا يُوَطِّئُ الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ فِرَاشَهُ لِئَلَّا يُصِيبَهُ فِي مَضْجَعِهِ مَا يُنْبِيهِ وَيُنَغِّصَ عَلَيْهِ مَرْقَدَهُ مِنْ نُتُوءٍ أَوْ قَضَضٍ، أَوْ بَعْضِ مَا يُؤْذِي الرَّاقِدَ، 
فَكَأَنَّهُ شَبَّهَ حَالَةَ الْمُكَلَّفِ مَعَ عَمَلِهِ الصَّالِحِ وَمَا يَتَحَصَّلُ بِهِ مِنَ الثَّوَابِ وَيَتَخَلَّصُ مِنَ الْعِقَابِ بِحَالَةِ مَنْ يُمَهِّدُ فِرَاشَهُ وَيُوَطِّؤُهُ لِيَسْتَرِيحَ عَلَيْهِ، وَلَا يُصِيبَهُ فِي مَضْجَعِهِ مَا يُنَغِّصُ عَلَيْهِ…. وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذِهِ التَّوْطِئَةَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنَ الْقَبْرِ وَغَيْرِهِ “اه 
قال العلامة القرطبي في تفسيره : “ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ” أَيْ يُوَطِّئُونَ لِأَنْفُسِهِمْ فِي الْآخِرَةِ فِرَاشًا وَمَسْكَنًا وَقَرَارًا بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ ; وَمِنْهُ : مَهْدُ الصَّبِيِّ . وَالْمِهَادُ الْفِرَاشُ ، وَقَدْ مَهَّدْتُ الْفِرَاشَ مَهْدًا : بَسَطْتُهُ وَوَطَّأْتُهُ . وَتَمْهِيدُ الْأُمُورِ : تَسْوِيَتُهَا وَإِصْلَاحُهَا . وَتَمْهِيدُ الْعُذْرِ : بَسْطُهُ وَقَبُولُهُ . وَالتَّمَهُّدُ : التَّمَكُّنُ .” اه
 

ويقول الامام ابن القيم في بدائع الفوائد :الحيوان البهيم يتأمل العواقب وأنت لا ترى إلا الحاضر. ما تكاد تهتم بمؤونة الشتاء حتى يقوى البرد ولا بمؤونه الصيف حتى يقوى الحر والذَرُّ (صغار النمل ) يدخر الزاد من الصيف لأيام الشتاء.

وهذا الطائر إذا علم أن الأنثى قد حملت أخذ ينقل العيدان لبناء العش قبل الوضع
أفتراك ما علمت قرب رحيلك إلى القبر! ، فهلا بعثت فراش : “من عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون“.
وهذا اليربوع لا يتخذ بيتا إلا في موضع صلب ليسلم من الحافز ويكون مرتفعا ليسلم من السيل ويكون عند أكمه أو صخرة لئلا يضل عنه ثم يجعل له أبوابا ويرقق بعضها فلا ينفذه، فإذا أتى من باب مفتوح دفع برأسه ما رق من التراب وخرج منه،
وأنت قد ضيقت على نفسك الخناق فما أبقيت للنجاة موضعا. ” اه

Visits: 107